06‏/05‏/2010

بين الاقوال والافعال!!

بين الاقوال والافعال  



لو سألت أي إنسان هل تحب الخير للناس ؟ سيجيبك : نعم
و لو سألت أي شخص هل تحب الظلم و القهر؟ و العدوان سيجيبك : لا
و لو سألت أي فرد هل تحب الحرب و الدمار و الخراب ؟سيجيبك : لا
و لو سألت أي إنسان هل تحب الألفة و المحبة و المودّة و الرحمة؟ سيجيبك : نعم
فهل يعني هذا أن كل الناس يحبون الخير و يكرهون الشر ّويميلون إلى الجمال و يبتعدون عن القبح في القول و الفعل و المظهر ؟ .

و لو كان ذلك صحيحا فلماذا نجد أن المجتمع ساد فيه الشرّ و الكذب و النفاق و الزيف و طغت فيه الأنانية
والفردية ؟ .
إن هذا التناقض بين الذي نسمعه من تصريحات وبين الواقع المعاش يدلّ على أن هناك فرق كبير بين ما يقال و بين ما يتم عمله أو بين القول و الفعل . فالذي يحدّثك عن العدل و المساواة و الخير لجميع الناس فهو في الواقع لا يبحث إلا عن التباهي بنفسه أمامك بإظهارها في صورة حسنة ، لذلك فلا يجب أن نغترّ كثيرا بما نسمعه من خطب رنّانة مليئة بالوعود الزائفة و الأماني الكاذبة يلقيها علينا أشخاص تميزوا سلبا بجشعهم و جبروتهم و حبّهم المفرط  لذواتهم . يجب أن نعرف دائما أن الخبر في البلاغة كلام ، و الكلام يحتمل الصدق و الكذب و مع الأسف نجد نسبة الكذب أعلى بكثير من نسبة الصراحة و هو ما يدلّ على أنّ الكلام سهل و لكنّ الفعل غاية فى الصعوبة . فمتى يأتي اليوم الذي توافق فيه النظرية الممارسة ؟؟؟
إنك لو سمعت الأخبار المحلية لبلدك ما ستجد أن نسبة النموّ في الإنتاج الزراعى تقدّر بـكذا مليون....؟ و نسبة النموّ في المجال الصناعي تقدّر بـكذا مليون ....؟ و في المجال السياحي تقدر بكذا مليون....؟ و تسمع بأن نسبة الفقر قد تقلصت او انعدمت.. و نسبة التعليّم قد ارتفعت و تسمع الكثير من الأخبار التي تدلّ على المجهودات الضخمه التي تبذلها الحكومة من أجل تجاوز الأزمات و حل المشاكل و خدمة المواطن .... و لكنك عندما تخرج من بيتك إلى الشارع و ترى عدد المتسوّلين و الفقراء وتسمع الشكوى من ضيق العيش تتأكد أن كل ما كنت تسمعه هو مجرّد أكاذيب ووعود فارغة لا أساس لها من الصّحة ، و تتأكد أن الفرق كبير جدا بين الكلام والفعل .
إنك لو سمعت أي خطاب سياسي في بلدك ستجده ممتلئا بالوعود . فلا وجود للظلم و لا وجود للمحاكمات السياسية التعسفيّة ، و لا وجود للتعذيب و القهر و القمع و ستجد المسئولين يتحدثون عن العدل وعن تكافؤ الفرص بين مختلف الأفراد و الشرائح الإجتماعية ، و ستجده  انه يتحدث عن حقوق الإنسان و عن حقوق الحيوان و الحشرات وكل المخلوقات .. . و لكنك إذا عدت للواقع تجد أن ما سمعته ليس إلا حلما يصعب تحقيقه إن لم يكن مستحيلا ، فالعدل لا وجود له على أرض الواقع و المساواة لا يعرف الناس معناها الحقيقي  ولا اين هى؟، و هو ما يؤكد أن الكلام يتناقض تماما مع الواقع .
يتحدث رئيس ناديك المفضل في بداية الموسم الرياضي فيصرّح بأنه قام بانتدابات لها قيمة ، فأتي بلاعبين من ذوي المهارات العالية ، و انتدب مدربا  له من الكفاءة والخبرات الشيء الكثير و قام الفريق بعمل معسكرات تدريب و بمباريات وديّة عديدة تجعله يلعب في هذا الموسم الرياضي من أجل الحصول على لقب البطولة . ثمّ يصرّح نفس المسئوول في نهاية الدورى او الكأس  فيقول : " لقد تمكنّا رغم قلة الإمكانيات و عدم إمتلاكنا للاعبين لهم الكفاءة اللازمة من البقاء في القسم الممتاز ، أو يقول لقد تحصلنا على مرتبة مشرفة رغم الصعوبات التي يعانيها الفريق . أليس هناك فرق كبير بين الكلام والفعل ؟؟؟
ندرس في المدارس  و الجامعات عن الخير بين الناس ، و عن التعاون و التآزر و التكافل بين البشر ، و ندرس قيم الفضيلة و الصدق و الصراحة في القول و العمل ، و ندرس المثل الفاضلة و الأخلاق الحسنة و قيم الإنسانية , و ندرس و ندرس و ندرس .... و لكننا نكتشف في لحظة أن كل ما درسناه ليس إلا مجرّد نظريات جوفاء على الورق فقط ، و أن الحقيقة نقيض ما تعلمناه نكتشف فجأة أن الذي يحكمنا هو قانون الغابه " القويّ يأكل الضعيف " و نكتشف أن السلطة الطاغية على الأفراد و الجماعات هي سلطة الذات و المصالح الخاصة. أليست النظريات بعيدة كلّ البعد عن الافعال ؟؟؟؟ 

تذهب إلى أي تاجر يبيع أي بضاعة و تسأله عن بضاعته سيقول لك إنّ هذه البضاعة صحية ، و لا يوجد مثيل لها في السّوق ، سيقول لك إن سعرها مناسب جدا و منخفض إلى أقصى حدّ ، و بأنه حبّا فيك سيخفض السّعر ، سيقول لك بأن هذه البضاعة تقاوم الزمن و تعيش مدّة طويلة ، و تتأقلم مع جميع الظروف و المناسبات . و لكنّك عندما تشتري هذه البضاعة تكتشف أنها فاسدة ، و أن كلّ ما قيل عنها زيف و كذب ، و تكتشف أن التاجر باعك إياها بضعف ثمنها الحقيقي . أليس هناك فرق كبير و تناقض صارخ بين الكلام والفعل  ؟؟؟؟
تتصفح جريدة أو تستمع إلى إذاعة وطنية أو تشاهد بعض البرامج التلفزيونية فتجد أخبارا مفرحة تبهج القلب ، فلقد تحسنت الخدمات المقدّمة إلى المواطن في مختلف المجالات الحياتية كالصحة و التعليم و السكن و العمل و .... و....و تعلم من خلال وسائل الإعلام أن المسئولين في بلدك لا ينامون ، و يسهرون على مصلحة المواطن ، و يسعون إلى تقديم كل ما في وسعهم من أجل راحته و توفير الغد المشرق له و لكافة أبناء الوطن ، و لكنك عندما تزور أي مصلحة حكومية تلاحظ أن مستوى الخدمات زاد تدهورا ، و أن عدد الموظفين في القطاع العام تقلص بالرغم من ازدياد عدد السكان ، و تلاحظ أن أبناء وطنك يتضورون جوعا و لا يجدون ثمن الدواء والكساء و لا يجدون مساكن تأويهم وان الشباب لا يجد العمل فتكتشف أن بين الكلام والفعل فارق شاسع و تتأكد من أن الوعود والافعال خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا .
تعدك حبيبتك على الوفاء ، و بأنها لا ترى في العالم إلا أنت و بأنّها لا تهتمّ بالمادة و لا بالهدايا و لا بالذهب والمجوهرات و بأنها تقبل العيش معـــــك مهما كانت ظروفك ،  و تعدك بأنها ستساعـدك و ستقف إلى جانبك ، و بأنها مستعدّة لمؤازرتك من أجل بناء عشّ الزوجيّة ، و بأنها لا تعيش إلا بنبض القلب و ستضحي بحياتها من أجــــلك ، فأنت بالنسبة لها الهواء الذي تتنفسه . و لكنّك تكتشف بعد مدّة أن حبيبتك فضّلت عليك شخصا غنيا و ليس له مستوى تعليمي و سنّه ضعف سنّك. فتعرف أن القول و الفعل متباعدان إلى أبعد الحدود.
يحدثك احدهم عن حب الإنسان للانسان ، و عن الخير لكل البشر ، و يحدثك عن التضحية بالنفس في سبيل الجماعة و مــن أجـــل الإرتقاء بالوطن إلى أعلى الدرجات ، يحدّثك عن التعاون و التآزر و التكـافل الإجتماعي و يوصيك بضرورة مساعدة الآخرين من المحتاجين و المساكين ، و يؤكد لك أن سعادة الإنسان لا تتحقق إلا بسعادة المجتمع الذي يعيش فيه ، و يحثّك على ضرورة التحلي بالقيم الإنسانية الفاضلة . ثمّ تسمع في الغد أنه سافر إلى الخارج و قد اختلس من أموال المؤسسة التي كان يعمل بها مبلغا ضخما . أليس هناك تناقض بين القول والعمل  ؟
يحدّثك احدهم طويلا عن يوم الحساب يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم و يحدثك عن الجنّة التي وعد الله بها المتقين من عباده و يحدّثك عن الجحيم الذي ينتظر الخونة و المرتدّين من السّفلة و يحدّثك كثيرا عن راحة القلب و اطمئنان النفس لفعل الخير و طاعة الله و رسوله ، فتشعر براحة لا توصف ، و تقرر أن تهب حياتك كلّها لنيل رضاء الله و إتباعا لطريق الحقّ . لكنّك تكتشف بعد ذلك أنّ محدّثك يتّخذ الدين ستارا يحجب به جرائمه و يحقق من خلاله أطماعه الدنيوية الزائلة أليس هناك تناقض صارخ بين الاقوال والافعال  ؟ 

تستمع إلى خطاب رئيس إحدى الدول الغنية و القوية عسكريا و ماديا فيتحدّث عن العدل و الإنسانية والديمقراطيه ، و يتحدث عن السلام و الخير لكل الناس ، و يتحدث عن حقوق الإنسان و عن التوزيع العادل للثروات ، و يرفض الظلم و السطو و الإستعمار و التدخل في شؤون الدول الأخرى . ثمّ تسمع بعد أيام أنّ هذا الزعيم يشنّ حربا على دولة أخرى لتحقيق أطماع مادية و عسكرية و لتحقيق أهداف آنية و استراتيجية  ألا يعكس هذا التناقض بين الاقوال والافعال  ؟
هو لا يعطيك أجرا ، و لا يتحكم في مصيرك و لا في حياتك يقول لك كلاما جميلا عن العدل و حرية الرأي و عن حقّ الإختلاف ، و يشجعك على أن تكون منفتحا  تعبر عن خلجات صدرك و عن أحاسيسك بتلقائية و وضوح ، و لكن عندما تختلف معه في الرأي يظنّ أنّك تستهدفه و أنّك تحد من سلطته و تحدّ من فعله بل وتحسده ، فيهددك و يشنّ عليك حربا ، و يشوّه صورتك و ينسب إليك من الأفعال ما لم تفعله و من الأقوال ما لم تقله . أليس هناك فارق شاسع بين الاقوال والافعال ؟؟؟؟
إنّ هذه بعض الشواهد الحيّة مما نعيشه و نسمعه كلّ يوم تدلّ على أنّ الفرق شاسع بين القول و الفعل و بين النظرية و الممارسة ، و تؤكد على أنّ المجتمع الذي نعيشه مجرّد مسرحية أبطالها من خيال و أقولها تذروها الرّياح .
مع العلم انه توجد فئة قليلة متمسكة بقول الصدق و تسعى جاهدة إلى أن تتطابق .ولا ننكر لها فضلها فى ذلك وان أقولها مع أعمالها .
فهل ترون أنّ النظرية بعيدة كلّ البعد عن الممارسة ؟ و ما هي أسباب هذا التناقض بين القول و الفعل ؟ و ما هي الطرق الكفيلة بعلاج هذه الظاهرة ؟

حديث الصمت


 رجل أخرس وامرأة حسناء يلتقيان

يبتسم تبتسم المرأه

يومىء تومىء

تنهض يتبعها

تمشي يمشي معها

حتى يصلا آخر الدنيا

يقف الرجل الاخرس مرتبكا يتساءل

ما آن لها أن تفهم أني رجل أخرس ؟

في حين تظل المرأة قربه واقفة تتساءل

ما آن له أن يفهم اني امرأة

خرساء ؟

أخرجوهن من جامعاتكم إنهن يتطهرن

أخرجوهن من جامعاتكم إنهن يتطهرن

 

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت: 2-3).
جرت سنة الله تعالى في ابتلاء المؤمنين ليميز الخبيث من الطيب وليتبين الصادق في ادعاء الإيمان من الكاذب، وكعادة أهل الصد عن سبيل الله في كل زمان ومكان يستخدمون ما استطاعوا من أدوات وآليات التنفير لإثناء المؤمن وزحزحته عن صراط الله المستقيم.
قال الإمام ابن كثير في هذه الآيات
اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَمَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى لابُدّ أَنْ يَبْتَلِي عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ مَا عِنْدهمْ مِنْ الْإِيمَان كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح: (أَشَدّ النَّاس بَلاء الْأَنْبِيَاء ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الْأَمْثَل فَالْأَمْثَل يُبْتَلَى الرَّجُل عَلَى حَسَب دِينه فَإِنْ كَانَ فِي دِينه صَلَابَة زِيدَ لَهُ فِي الْبَلَاء)، وَهَذِهِ الْآيَة كَقَوْلِهِ: (مْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ) (سورة آل عمران: 142)، وَمِثْلهَا فِي سُورَة بَرَاءَة وَقَالَ : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب)(سورة التوبة: 16).
إذًا فالنجاح في الاختبار والنجاة من الابتلاء بتثبيت من الله يثبت به عبده ليورث هذا العبد النصر المبين، حتى وإن كان النصر على المستوى الفردي للعبد المؤمن فكم من مؤمن نصره الله تعالى نصراً مؤزراً كفرد فكان انتصاره انتصاراً للأمة، ولنا في فتى أصحاب الأخدود المثل والقدوة الواضحة التي تبين أن النصر يتنزل من عند الله بتثبيته لعبده المؤمن وقد تجلى انتصار فتى أصحاب الأخدود بعد موته بدخول الناس بسببه في الدين  أفواجاً فكان موته آية للناس وكان النصر حين هتف الجميع آمنا بالله رب الغلام.
ولنتابع معاً التسلسل المعجز في سورة العنكبوت لبيان طريق الفائزين الناجحين في الاختبار يقول تعالى بعد آيات الابتلاء مباشرة: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (العنكبوت: 5-6).
انظر إلى روعة الآية الأخيرة لأن الجائزة تنتظر صاحبها ومن جاهد ونجح في الاختبار فإنما جهاده لنفسه هو وفوزه لنفسه سينال به أرفع الدرجات وأفضل المنازل، فإن قال قائل وأين الجائزة نقول تتبع الآيات وانظر، فبعدما بّيَّنَ الله طريق الفوز للمؤمنين وضرب لهم الأمثلة من اختباره للأنبياء وأممهم بين الجائزة الكبرى في آخر آية من السورة.
ونهدي هذه الآية لأخواتنا وبناتنا الطاهرات اللائي يتحدين الدنيا اليوم بارتدائهن للباس أمهات المؤمنين، أخواتنا اللائي يحاربن بسبب طهرهن وعفتهن واحتشامهم واتخاذهن فاطمة وعائشة وباقي أمهات المؤمنين قدوة وأسوة... الجائزة هي قول الحق تبارك وتعالى في آخر آية من سورة العنكبوت: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (سورة العنكبوت: 69)، إن نتيجة النجاح في الاختبار هي هداية السبل، وما أجملها من هدية وما أعظمها من جائزة.
قال ابن كثيرفى التفسير
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: (وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) يَعْنِي الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه وَأَتْبَاعه إِلَى يَوْم الدِّين (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا) أَيْ لَنُبَصِّرَنَّهُمْ سُبُلنَا أَيْ طُرُقنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الْحَوَارِيّ أَخْبَرَنَا عَبَّاس الْهَمْدَانِيّ أَبُو أَحْمَد مِنْ أَهْل عَكَّا فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: (وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) قَالَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ يَهْدِيهِمْ اللَّه لِمَا لَا يَعْلَمُونَ، قَالَ أَحْمَد بْن أَبِي الْحَوَارِيّ فَحَدَّثْت بِهِ أَبَا سُلَيْمَان يَعْنِي الدَّارَانِيّ فَأَعْجَبَهُ وَقَالَ: (ليْسَ يَنْبَغِي لِمَنْ أُلْهِمَ شَيْئًا مِنْ الْخَيْر أَنْ يَعْمَل بِهِ حَتَّى يَسْمَعهُ فِي الْأَثَر فَإِذَا سَمِعَهُ فِي الْأَثَر عَمِلَ بِهِ وَحَمِدَ اللَّه حَتَّى وَافَقَ مَا فِي قَلْبه). وَقَوْله: (وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عِيسَى بْن جَعْفَر قَاضِي الرَّيّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الْمُغِيرَة عَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ: قَالَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّمَا الْإِحْسَان أَنْ تُحْسِن إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْك لَيْسَ الْإِحْسَان أَنْ تُحْسِن إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْك وَاَللَّه أَعْلَم . من تفسير ابن كثير.
وقد تعجب الجميع من هذه الهجمة الشرسة على عفاف المرأة المسلمة من بني علمان على مستوى العالم  والتي توافقت مع موسم الحج، والتي بدأت بهجوم شيخ الأزهر على إحدى الفتيات الصغيرات وإجبارها على خلع نقابها، ثم تتابعت فتاوى المجاملات المؤيدة لموقف الرجل حتى أن الغرب استشهد بفعلته على منع المنتقبات من كثير من حقوقهن بدعوى أن شيخ الأزهر فعل ذلك فكيف بنا نحن.
وهم  بالطبع لن يكونوا أحن على الإسلام من أهله
والعجب أن ممن يحارب النقاب اليوم هو من كان يفتى بكل جرأة قبل توليه منصبه  ويشيد بفضل النقاب بل وكان منهم من ينكر أشد النكير على من ينكر فضل النقاب منهم المفتى الدكتور علي جمعة والذي كان يقول بأن النقاب واجب عند جمهور أهل العلم وكان ينكر على من ينكر فضله، وله مقطع مشهور في أحد البرامج بالصوت والصورة مع التأكيد أن الفتوى كانت (قبل المنصب) فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.
وللدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر كتاب في التفسير يدرس في المعاهد الأزهرية يسمى بـ(التفسير الوسيط)، ومما جاء فيه في تفسير قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) ما يلي:
وقال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر، بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، (ما ظهر) على هذا الوجه مما تؤدى إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه. قلت -أي القرطبي-: وهذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما، عادة وعبادة، صح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما. يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة، أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: ( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ) وأشار إلى وجهه وكفيه. وقال بعض علمائنا: (إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك).  وهذا من تفسير شيخ الأزهر (قبل المنصب)
وقال في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب: 59).
وقوله: (يُدْنِينَ) من الإِدناء بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعلى. وهو جواب الأمر، كما في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) (إبراهيم: 31)، والجلابيب:  جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يأيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترا تاما، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدا عن مكان التهمة والريبة.  من تفسير شيخ الأزهر (قبل المنصب)
أختي وابنتى
 إن منعوك الحجاب، فهل بأيديهم منعك من المرور على الصراط مرور البرق الخاطف ثم إلى جنة عرضها السماوات.
إن منعوك عن لجان اختباراتهم بحجابك فهل بأيديهم انتزاع حياءك وسترك وعلاقتك بربك.
إن منعوك عن لجانهم بحجابك فهل بأيديهم منعك من أن تكونى اما لخالد بن الوليد أو لصلاح الدين الجديد الذي يرتعد من يخطط ضدك خوفا وهلعاً من ولادة امثالهم .
أختي وابنتى
والله إنهم يخافونك فاثبتي على الايمان
أعتقد أنك قد علمت الجائزة التى اعدها الله للمؤمنات .
أهي الشهادة الجامعية؟!
أهي شهادة الماجستير؟!
أهي شهادة الدكتوراة؟!
لا والله هي أعظم وأجل... إنها الهداية إنها الهداية
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (سورة العنكبوت: 69).