07‏/10‏/2013

ذكريات اكتوبر العظيم

ذكريات اكتوبر العظيم


حرب أكتوبر المجيدة تاريخ معروف للأمة العربية وللعالم أجمع ، مرت ذكراها بالأمس على نفسي كما لم تمر من قبل ،  لأنها المرة الأولى التي نحتفل فيها  بهذه الذكرى العزيزة تحت ظلال عهد جديد صنعه الشعب المصري لنفسه في 30 يونيو 2013 ويقود احتفاله بطل من ابطال الجيش المصري العظيم  هو الفريق اول عبد الفتاح السيسي ، صحيح أن الاحتفال هذا العام له طعم خاص ، ولا أستطيع أن أخفى أن ذكرى أكتوبر تصاحبني طوال العام ، وكثيرًا ما تسبقني دموعي إذا ما عاودتني ذكريات البطولة والتضحية وزملائي الشهداء الذين سقطوا امام عيني وهم يواجهون العدو ، أو أشاهد بطلاً من أبطال أكتوبر يتحدث في إحدى الفضائيات . ربما يعتقد البعض أنى أبالغ في الاحتفال بهذه الذكرى لأنني كنت أحد المشاركين في حرب أكتوبر، و كنت شاهدًا على هذا العصر وما وقع فيه من بطولات من جيش مصر العظيم ومن الشعب المصري، و بطولات شعبنا العظيم  لا تقل أهمية في التاريخ عن بطولات الجيش نفسه ، فقد كانت ميزانية الدولة بأكملها موجهة إلى التسليح ، وكانت مرافق الدولة جميعها في أسوأ حال ، كان مرتب المؤهلات العليا عند بداية التعيين لا يتجاوز تسعة وعشرين جنيهًا ، وكانت السلع الأساسية غير متوافرة وتوزع بالبطاقات التموينية ، ورغم هذا كله كانت المظاهرات تخرج من الجامعات لتطالب بعام الحسم وليس برغيف الخبز أو بالشرعية التي  يطالب بها هؤلاء الموترون من التابعين للتنظيم الارهابي المسمى بالإخوان ، كان هذا هو الشعب العظيم في 6 اكتوبر 1973 والذي دفع بجيشه إلى طريق النصر . 
كانت الأسرة المصرية التي تخاف على ولدها لا تمانع أبدًا في إرساله إلى حرب ضروس لا يعلم مداها إلا الله ، من أجل هذا استحق شعبنا النصر، ومن أجل هذا لم أفقد إيماني يوما بقدرة هذا الشعب العظيم على تحقيق المستحيل متى أراد ، وبرغم تصاعد الدعاوى بأن هذا الشعب خامل ولن يتحرك، فقد فاجأ الجميع في 25 يناير بثورة تاريخية تعجب لها العالم ثم اتبعها بثورة 30  يونيو ، إنها إنجاز لا يقل عن إنجاز أكتوبر ، أو إنها تمثل عبورًا ثانيًا .  

في أكتوبر يكثر الحديث عن بطولات الجيش العظيم، وهى بطولات مشرفة لا مثيل لها في التاريخ ، ولكنى أردت ايضا  أن أنبه إلى بطولة الشعب المصري العظيم التي لا يكاد يتحدث عنها أحد ، ايها المصريون كونوا فخورين بانتمائكم إلى هذا الشعب ، وكونوا على قدر مسئولية هذا الانتماء.