16‏/02‏/2015

بيان القوات المسلحة لتوجيه ضربات عسكرية ضد "داعش" في ليبيا

"شعب مصر الأبي، تنفيذًا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني وارتباطًا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد.. قامت قواتكم المسلحة فجر اليوم الإثنين بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية، وقد حققت الضربة أهدافها بدقة . وعاد نسور قواتنا الجوية إلى قواعدهم سالمين بحمد الله.. وإذ نؤكد على أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ.. وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف . حمى الله مصر وشعبها العظيم وألهم أهالى شهدائنا الصبر والسلوان 



14‏/02‏/2015

عيد الحب



عيد الحب

العيد : أحببت هذه الكلمة منذ كنت طفلا صغيرا
كنا نفرح بيوم اسمه عيد , فيه يكون الناس كالفراشات يتبادلون التهاني والهدايا ، كان هذا حلمنا جميعا وحلم أي  طفلٍ وطفلة ، وشاب وشابة ينتظرون الفرح أيا كان نوعه ومصدره , كان يأتي العيد وقتها ولم ينقص من أفراد العائلة فردا واحدا , فكنا نتجمع ننتظر العيدية أو الهدية ، وكنا نتسابق لاحتجاز حضن ابي وحضن امي ، كانت عيوننا وقلوبنا مملوءة بالفرحة والسعادة وعلى وجوهنا ابتسامه
 ، كنا نظن أن العيد يحمل معه السعادة ، فكنا ننتظره ونحلم به .
ثم كِبرنا وكبرت في قلوبنا فرحة اسمها عيد , ولكن اليوم تأتي الاعياد ووكل منا يبحث عن الابتسامة في وجه الاخر فلا يجدها ، فقد فقدت كثير من البيوت فرحتها ، فقدت عزيز لديها ، فهناك بيوت كثيرة يشملها الحزن لفقد عزيز ، بيوت كثيرة التزمت الصمت ، وشملها الحزن ، بيوت كثيرة تسيل فيها دموع الحزن والالم  
فسألوا العيد ؟
عن البسمة التي فارقت وجوهنا
عن العيون التي كانت تفيض حباً وفرحاً في هذا اليوم
عن القلب الذي مملوءة بالمشاعر والأحاسيس الجميلة  
عن الارواح التي تعلقت بها ارواح الابناء والارامل
عن الشهداء الذين اختطفتهم يد الغدر وهم في عز شبابهم
عن الحبيبة الثكلى الذي اختطفت يد الغدر حبيبها
عن الابن والابنة التي فقدت أحد والديها وفقدت الحنان
ايها العيد:
لماذا أصبحت الابتسامات مزيفة ؟
لماذا أصبحت نفوسنا مثقلة بالأنين والوجع؟
عفواً  ايها العيد :
لقد جئت وأيقظت الجراح بداخلنا ، لقد جئت تقلب صفحات لأشخاص تعلقت قلوبنا بهم وتعقلوا بنا , وفي لحظة من الزمن فقدناهم , فأصبح لقاؤهم سراب , وشمسهم مالت ولن تشرق في سمائنا من جديد.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ  فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ

04‏/02‏/2015

انتكاس الفطرة



انتكاس الفطرة




قال تعالى في سورة الروم : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 30 ) منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ( 31 ) من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) ( 32 )
شاهدنا في وسائل الاعلام التي طالما روجت للعنف والتدمير والقتل والفجور وتشتيت عقول الناس ، شاهدنا إعدام الشهيد الطيار الاردني  ( معاذ الكساسبه ) حرقا بلا رحمة أو انسانية ، وقد التف حوله المجرمون من الارهابيين فيمن يسمون انفسهم اسلاميين ، ألتفوا حوله في تشفي  وهم يكبرون ، ولا ادري لأي اله يكبرون ؟
ويقومون بتصوير هذا المنظر البشع ، لهذا الطيار الشاب الشهيد الصريع بتلك الوحشية الدموية ويشاركون في التمثيل بجثته في سعادة وفرح سادي مريض حقير .
ان ما حدث لهذا الشاب الطيار الشهيد ، يعتبر ملحمة من الملاحم التي سترويها الاجيال ، ملحمة ذكرها القران الكريم من قبل في سورة البروج : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ )
انها جريمة في حق الانسانية كلها ، ثم نشاهد هذا التواطؤ من الجماعات المتطرفة في العراق و في سوريا و في سيناء و في ليبيا و في اليمن و في غزه و في كل بقعة من بقاع العالم انتشروا فيها ، تواطؤ علي هذه الوحشية وإجماع علي القسوة ، فلم يمتعض وجه أحد من هؤلاء ، لهذا التنكيل وهذه الوحشية ، ولم يتأفف أو يستنكر واحد منهم لما حدث.
ان ما يفعلونه هو التمثيل بالجثث أو تقطيع أوصال الموتى. بالرغم من وجود شهود من النساء والأطفال لكل وقائعهم البغيضة اللا انسانية.
ماذا حدث لفطرة الإنسان في العالم وفي أمتنا العربية؟ ، ونحن أتباع نبي الرحمة والذي كان يوصي أصحابه إذا ذبحوا فليحسنوا الذبح وكان صلي الله عليه وسلم ينهي عن شحذ السكين أمام الحيوان الأعجم قبل ذبحه ونهي عن التمثيل بجثث المشركين من قتلي بدر .
إن هذه الدموية والسادية وحدة الطباع في التعامل بين الناس ، وجلافة العلاقات مع الآخرين  ، والتلذذ بتعذيب الضحايا بهذا الشكل المرضي  البغيض اللا انساني ، من قتل وحرق وتدمير وتفجير وتنكيل ، انها روح عدائية غريبة على الانسانية ، واصبحت تسري في كل المجتمعات وخاصة مجتمعات دول الشرق الاوسط التي تعيش حالة اللا وعي .
ان الناس خلال السنوات العجاف البغيضة القليلة الماضية ، الناس في بلاد الشرق الاوسط الكئيب الذي اصبح بغيضا ومكروها ، يبحثون عن مصيبة كل يوم ، فلا يمر يوم دون مصائب وانتكاسات للفطرة التي فطر الله الناس عليها .