ليس هذا ما كنا نحلم
به2
لماذا وعدونا بالرخاء وقادونا للإفلاس
ان الرئيس السيسي قدم لنا
الوعود بحياة كريمة والعيش في رخاء طيلة السنوات الماضية منذ 2013 وحتى الان ولكن واقع الحال هو أن مصر اصبحت
في حالة إفلاس غير معلن.
ففي صيف عام 2013 كانت مصر والمصريين
في هوس بالرئيس السيسي فالأغاني والمقاطع الموسيقية المصورة والقصائد
وحتى الملابس كانت كلها تشيد بالرئيس السيسي الذي
أطاح بالرئيس مرسي وبالإخوان المسمين
كان مشهدا رائعا فقد خرج ملايين المصريين يعبرون عن بهجتهم بالتدخل
العسكري الحازم ضد جماعة الإخوان المسلمين الذين استولوا على السلطة قبل عام فقط، في يونيو 2012. حتى ان الثوار ومن عارضوا
النظام السابق في مصر أظهروا أنهم يعشقون
بصدق ذلك الزعيم العسكري الذي وعدهم ببداية جديدة .
بعد ادخال مرسي وراء القضبان و تشريد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وعد الرئيس السيسي المصريين بأيام قادمة أفضل وقد طلب من المواطنين بأن عليهم أن يتحلوا
بالصبر.
وكان ذلك من الحكمة فمشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كانت ازدادت تعقيداً بعد 2011 فقد ظلت مصر تترنح
من أزمة إلى أخرى.
ولكن، وبعد مرور السنوات
منذ تولي الرئيس السيسي الحكم لم يكافئنا الرئيس السيسي على صبرنا
بل على العكس تماماً فها هو الرجل الذي انتخبناه لينقذنا عمل على
الاقتراض من الخارج وقام بتعويم الجنيه وادخل مصر في حالة من الغلاء فاق قدرات
المصريين .
لقد وعدنا السيسي بالرخاء ولكننا نحن الان في حالة من الإفلاس
التام.
فأرقام الإحصائيات مفزعة
. فنسبة التضخم بلغت 37 بالمائة و سعر الدولار الأمريكي يساوي 48 ثمانية واربعين
جنيهاً مصرياً ( وكان يساوي حوالي 7
جنيهات عندما وصل الرئيس السيسي إلى الحكم
). ووصل الدين الخارجي لمصر إلى اكثر من 163 مليار دولار. ويتوقع أن يصل الدين
الإجمالي لمصر إلى ما يقرب من 93 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في الاعوام القادمة .
ولم يجد المسؤولون في
الحكومة المصرية مفراً من إدارة الشؤون المالية لمصر بالتخبط والفهلوة والكذب
والخداع فينقلون المال من جهة إلى أخرى في
محاولة يائسة للتستر على الأحوال الاقتصادية المتزعزعة في البلد.
ويسعى الرئيس السيسي في كل مرة إلى إثبات أن التقلبات الاقتصادية في
البلاد ناجمة عن أمور فوق طاقته . وخاصة جائحة كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا.
ولاشك في أن هذه
الأزمات أوجدت تحديات اقتصادية كبيرة واجهت بلدان العالم – بما في ذلك الولايات
المتحدة. إلا أنه من الواضح أن ما يتحجج به الرئيس السيسي هو استراتيجية يقصد بها تبرير ما وصلت اليه مصر من فقر وغلاء .
لقد أسرفت حكومة الرئيس السيسي في إنفاق أموال الديون على مشاريع عملاقة لا
يوجد لها مبررات اقتصادية. وأضخم وأشنع هذه المشاريع على الإطلاق هو العاصمة
الإدارية الجديدة . والتي هي الآن في المرحلة الأولى من إنشائها. وكلفت حتى الآن
اكثر من 45 مليار دولار. و اضطر المصريون مرغمين على دفع فاتورة الغلاء الذي حطم
القدرة الشرائية للمواطنين وزاد شريحة الفقراء في مصر من خلال إضافة كميات ضخمة من الدين إلى الموازنة العامة للدولة.