العام الجديد بين حقيقة الاسلام
وفتاوى
الفضائيات
كثير من المسلمين الذين الذين يعيشون في مصر أو فى اوفي دول العالم ويعايشون أهل هذه الدول من غير المسلمين . وتنعقد
بينهم وبين كثير منهم روابط تفرضها الحياة. مثل الجوار في المنزل . والرفقة في العمل.
والزمالة في الدراسة . وقد يكون لهم فضل في تقديم خدمات للمسلم في ظروف معينة. فقد
يكون احدهم المشرف الذي يساعد الطالب المسلم بإخلاص. والطبيب الذي يعالج المريض المسلم
بإخلاص . وغير ذلك من الامور المتشعبة فى الحياة اليومية التى تصادف كل منا . والمثل
يقول : إن الإنسان أسير الإحسان . وقال الشاعر:
أحسن
إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ!
فماذا يكون موقف المسلم من هؤلاء (غير المسلمين)
المسالمين لهم؟
الذين لا يعادون المسلمين. ولا يقاتلونهم في
دينهم . ولم يخرجوهم من ديارهم أو يظاهروا على إخراجهم؟
إن القرآن الكريم قد وضع دستور العلاقة بين المسلمين
وغيرهم في سورة الممتحنة : والتى نزلت في شأن المشركين عبدة الاصنام :
( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم
في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما
ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم، أن
تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) الممتحنة: 8-9.
ففرقت الآيتان بين المسالمين للمسلمين والمحاربين
لهم . فالاولون (المسالمون): شرعت الآية الكريمة برهم والإقساط
إليهم. والقسط يعني : العدل، والبر يعني : الإحسان والفضل. وهو فوق العدل. فالعدل :
أن تأخذ حقك. والبر : أن تتنازل عن بعض حقك. العدل أو القسط : أن تعطي الشخص حقه لا
تنقص منه. والبر: أن تزيده على حقه فضلا وإحسانا.
وأما الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالاتهم
: فهم الذين عادوا المسلمين وقاتلوهم. وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق إلا أن يقولوا:
ربنا الله. كما فعلت قريش ومشركو مكة بالرسول – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
وقد اختار القرآن للتعامل مع المسالمين كلمة
(البر) حين قال : (أن تبروهم)
وهي الكلمة المستخدمة في أعظم حق على الإنسان بعد حق الله تعالى. وهو (بر الوالدين).
وقد روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله
عنهما - أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
( يا رسول الله. إن أمي قدمت علي وهي
مشركة. وهي راغبة (أي في صلتها والإهداء إليها) أفأصلها؟ قال : ( صلي أمك )( متفق عليه).
هذا وهي مشركة. ومعلوم أن موقف الإسلام من أهل
الكتاب أخف من موقفه من المشركين الوثنيين .
حتى إن القرآن أجاز مؤاكلتهم ومصاهرتهم. بمعنى
: أن يأكل من ذبائحهم ويتزوج من نسائهم
في سورة المائدة : (وطعام
الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين
أوتوا الكتاب من قبلكم ) المائدة 5.
ومن لوازم هذا الزواج وثمراته وجود المودة بين
الزوجين :
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم
أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) الروم 21.
وكيف لا يود الرجل زوجته وربة بيته وشريكة عمره،
وأم أولاده؟ وقد قال تعالى في بيان علاقة الأزواج بعضهم ببعض:
( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) البقرة 187 .
ومن لوازم هذا الزواج وثمراته : المصاهرة بين
الأسرتين. وهي إحدى الرابطتين الطبيعيتين الأساسيتين بين البشر. كما أشار القرآن:
( وهو الذي خلق من الماء بشرا. فجعله
نسباً وصهرا ) الفرقان54 .
ومن لوازم ذلك وجود الأمومة وما لها من حقوق
مؤكدة على ولدها في الإسلام. فهل من البر والمصاحبة بالمعروف أن تمر مناسبة مثل هذا
العيد عندها ولا يهنئها به ؟ وما موقفه من أقاربه من جهة أمه التى هى من أهل
الكتاب مثل الجد والجدة. والخال والخالة. وأولاد
الأخوال والخالات. وهؤلاء لهم حقوق الأرحام وذوي القربى :
( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في
كتاب الله ) الأنفال 76 .
( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء
ذي القربى ) النحل91 .
فإذا كان حق الأمومة والقرابة يفرض على المسلم
والمسلمة صلة الأم والأقارب بما يبين حسن خلق المسلم . ورحابة صدره . ووفاءه لأرحامه
. فإن الحقوق الأخرى توجب على المسلم أن يظهر بمظهر الإنسان ذي الخلق الحسن . وقد أوصى
الرسول الكريم أبا ذر بقوله : ( اتق الله حيثما كنت . وأتبع
السيئة الحسنة تمحها . وخالق الناس بخلق حسن ) قال الترمذي حسن صحيح هكذا قال النبي الكريم : ( خالق الناس ) ولم يقل : خالق المسلمين بخلق حسن.
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على (الرفق)
في التعامل مع كل المخلوقات فما بالك في التعامل مع البشرغير المسلمين . وحذر من (العنف)
والخشونة في ذلك.
ولما دخل بعض اليهود على النبي صلى الله عليه
وسلم . ولووا ألسنتهم بالتحية . وقالوا: (السام) عليك يا محمد . ومعنى (السام) : الهلاك
والموت . وسمعتهم عائشة، فقالت : وعليكم السام واللعنة يا أعداء الله . فلامها النبي
صلى الله عليه وسلم على ذلك . فقالت: ألم تسمع ما قالوا يا رسول الله ؟ فقال: ( سمعت، وقلت : وعليكم
) (يعني : الموت يجري عليكم كما يجري علي ) يا عائشة : ( الله
يحب الرفق في الأمر كله ) متفق عليه.
وتتأكد مشروعية تهنئة القوم بهذه المناسبة إذا
كانوا يبادرون بتهنئة المسلم بأعياده الإسلامية
. فقد أمرنا أن نجازي الحسنة بالحسنة . وأن نرد التحية بأحسن منها . أو بمثلها على
الأقل:
( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
أو ردوها ) النساء 86 .
ولا يحسن بالمسلم أن يكون أقل كرما . وأدنى حظا
من حسن الخلق من غيره. والمفروض أن يكون المسلم هو الأوفر حظا . والأكمل خلقا . كما
جاء في الحديث الشريف : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا
) حديث صحيح حسنه الترمذي . وكما قال
عليه الصلاة والسلام )إنما
بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ( حديث صحيح .
ويتأكد هذا إذا أردنا أن ندعوهم إلى الإسلام
ونقربهم إليه . ونحبب إليهم المسلمين . وهذا واجب علينا فهذا لا يتأتى بالتجافي بيننا
وبينهم بل بحسن التواصل .
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم حسن الخلق، كريم العشرة . مع المشركين من قريش .
طوال العهد المكي . مع إيذائهم له . وتكالبهم عليه . وعلى أصحابه . حتى إنهم لثقتهم
به عليه الصلاة والسلام كانوا يودعون عنده ودائعهم التي يخافون عليها . حتى إنه صلى
الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة . ترك عليا رضي الله عنه . وأمره برد الودائع
إلى أصحابها.
فلا مانع إذن أن يهنئهم الفرد المسلم . أو المركز
الإسلامي بهذه المناسبة . مشافهة أو بالبطاقات .
ولا مانع من قبول الهدايا منهم . وارسال
الهدايا اليهم . فقد قبل النبي صلى الله عليه
وسلم هدايا غير المسلمين مثل المقوقس عظيم القبط بمصر وغيره .
فلا بأس من تهنئة القوم بأعيادهم لمن كان بينه
وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة في العمل أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية . التي تقتضي
حسن الصلة . ولطف المعاشرة التي يقرها العرف السليم .
أما الأعياد الوطنية والاجتماعية، مثل عيد الاستقلال
. أو الوحدة، أو الطفولة والأمومة ونحو ذلك، فليس هناك أي حرج على المسلم أن يهنئ بها
. وان يشارك فيها . باعتباره مواطناً أو مقيماً في الدول التى تحتفل باعيادها .
طالما انه لا يقع فى المحرمات .
وكبريات الدول المسيحيه سنويا تقوم بتهنئه الدول
الاسلامية فى كل مناسباتنا الدينيه . فهل هم افضل منا
اخلاقا . أوليس لكم اصدقاء
وزملاء في العمل . لم يفعلوا الا الخير ولم يسيئوا لنا
. الا يستحقون منا ان نهنئهم .
اوليس لكم جيران مسيحين يتوجهون لكم بالتهنئه
فى رمضان والاعياد ويشاركونا فرحتنا
ان كل اناء بما فيه ينضح والحلال بين والحرام
بين . و الاسلام انتشر ببحسن الاخلاق والموعظه الحسنه والروح الطيبه . ولم يبنى على البغضاء
والكره والحقد والتنافر .
فتهنئة
لكل المسيحيين بعيدهم وتهنئة لكل العالم بالعام الجديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق