يغيظهم النجاح
لقد قدم برنامج القاهرة اليوم مبادرة طيبة . وساهم فيها
الكثير من الاعلاميين الوطنيين .ولكن فوجئنا ببعض الحساد المبغضين . يهاجمون هذه
الحملة .وهم الذين يراؤون ويمنعون الماعون .فاثرت ان ارسل لهم هذه الرسالة .
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر ))قال تعالي :
لكل شيئ زينة في الورى ** وزينة المرء تمــــام الأدب
قد يشرفُ المــــرء بآدابه ** فينا وان كان وضيع النسب
والمثل
يقول : لما عرف اهل النقص حالهم عند ذوى الكمال استعانوا بالكبر ليعظم امره
يغيظهم
النجاح
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر
كثيرون من يغيظهم نجاح الآخرين و تميزهم ، و كفاك أن
تعاقب مثل هؤلاء ( المرضى ) بالمزيد من النجاح و الإصرار على العطاء بذات النفس ،
ألم يقل المتنبي:
إني
وإن لمت حاسدي فما......أنكر أني عقوبـة لـهم
ولأن الغيرة في بعض المواطن تولد ( الحسد ) ، و الحسد في
الأصل ناتج عن ( النقص ) ، فمن البديهي أن يتعرض ( أي مبدع ) للطعنات و ربما الى
السب و الشتم ، كتنفيس من هؤلاء ( المرضى ) عما يشعرون به من عجز و غيره و
حسد تجاهه ، و مذمة ( الناقص ) للمبدع ماهي الا الشهادة التي قال فيها الشاعر :
و
إذا أتتك مذمتي من ناقص......فهي الشهادة لي بأنـي كامل
فلولا ( تميز المبدع ) أو ( الناجح ) و في أي مجال لما
تعرض للحسد . و هكذا عرفنا من آبائنا و أمهاتنا أن (
الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى ) . و علمنـــــا التاريخ أن
( كليب طعن من الخلف لأنه كان يسير في المقدمة
) .
فالرجل الذي يشرب من ( الماء النقي ) يسر برؤية صورته
الواضحة على سطح الماء . أما من يرتوي من ( المستنقعات
) فلا يسلم من القاذورات و لا يأمن الانزلاق إلى قعر ما ارتوت منه نفسه .
و من شيم النفس ( الطيبة ) و ( الواثقة ) عدم مجاراة (
مرضى الحسد ) ، لا عجزاً أو سذاجةً و إنما ترفعاً
و إعزازاً لهذه النفس قال الشاعر :
ســأترك ماءكم من غير ورد *** وذاك لكثرة الــــــــــــــوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام *** رفعت يــــــــدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأســـــــــود ورود ماء *** إذا كان الكـــــــلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن *** ولا يرضى مساهمة السفيه
إذا سقط الذباب على طعام *** رفعت يــــــــدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأســـــــــود ورود ماء *** إذا كان الكـــــــلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن *** ولا يرضى مساهمة السفيه
فمحاربة ( كل ناجح ) هي
مهمة ( كل ناقص ) ، و كل يمارس دوره و لكن باختلاف
الأدوات ، و يكفي ( كل ناجح ) أنه يصعد
سلم النجاح . بينما يقبع في الأسفل منه من يحاولون البحث و التفتيش عن أي ثغرات أو
هفوات له :
وكم
تطلبون لنا عيباً فيعجزكم......و يكره الله ما تأتـون والكـرم
وقديما قالوا في
الامثال التي تناقلها الناس جيلا بعد جيل:
إذا تفرقت الغنم
قادتها العنزة الجرباء .
ومن قلة الخيل شددنا
على الكلاب سروجا.
وإذا ساء منبت المرء
ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم.
و مع ذلك قد تضطر بالاعتذار للحساد . كما أعتذر لهم أبا
الطيب المتنبي حينما قال :
و
للحساد عذر أن يشحوا......على نظري إليه و أن يذوبوا
فإني
قد و صلت إلى مكان......علـيـه تحسد الحدق القلوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق