الشباب
ودورهم في اثراء المحتوى العربى
على الانترنت
عندما نتابع غالبية الشباب العربى على الانترنت نجدهم
اما وعاظ دينيين ينسخون الايات والاحاديث والحكم ويلصقونها بقصد المشاركة ..أو
يرفعون الفيديوهات والافلام والاغانى على صفحاتهم .. ولا نجد منهم الا القليل الذى
يعمل على اثراء المحتوى العربى على الشبكة العنكبوتية .. من علوم وبرامج ومقالات
ادبية وتبادل الثقفات . فهل هذا راجع الى ثقافة هؤلاء الشباب ؟.. وهم الثروة
البشرية للامة العربية وبناة مستقبلها.
والثقافة هي منظومة سلوكية شاملة . تتطلب معرفة واسعة في شتى مجالات الحياة والتدرب
عليها. وتحويل الافكار والكلمات الى اعمال على أرض الواقع . فقيمة الثقافة والمعرفة
والاطلاع. لا تظهر الا حينما تتحول الى عمل ملموس.
فالثقافة تدل على الابداع الروحي من فن وقصة
وشعر ومسرح وسينما وموسيقى الخ ...من اشكال الابداع . والحضارة تدل على الابداع المادي من تطوير صناعي وعلمي وتقنيات رفيعة
تعطي لمجتمعها اسباب القوة والرفاهية والأمن في جميع المجالات الاجتماعية والغذائية والصحية والعسكرية.
وفي ظل الظروف التى تمر بها الجتمعات
العربية . ومن خلال التطور السريع للحياة المعاصرة
فقد حدث الكثير من التحولات والتغيرات في بنية المجتمعات العربية . فيتساءل الشاب من أنا ؟ ومن أكون ؟ أية قيم أتبناها في حياتي ؟
وهذا صراع يستمد أفكاره من معايير الأسرة التي نشأ فيها ومن معايير الاصدقاء . فالشباب
مقبل على الدخول الى عالم الكبار المليء بالصراعات
والتناحرات والمتناقضات .
ان اضمحلال الهوية الثقافية لدى الشباب
العربي وأزماتها . نابعة من عدم تطابق أفكار الشخص لما يعتقده هو عن نفسه وما يعتقده
الآخرون عنه . وقد يكتشف في نهاية المشوار أنه غير قادر على الاستمرار والتواصل بين
الذات والقيم السائدة في المجتمع مما يفرز عنه تدني في مفهوم الذات .
ونحن العرب نستعمل الثقافة للدلالة على .
المفهوم الروحي فقط . خاصة في ظل غياب دائم للانتاج المادي في العالم العربي أو تدني
مستواه والاعتماد على استيراد الضروريات وغير الضروريات المادية من الغرب ومن
الصين . فيتجه الشباب الى أن يجعل نفسه واعظا دينيا على صفحات الانترنت . وهنا
تنتشر الافكار المتطرفة وهذا خطر على المجتمع .
أو ان يتكلم عن اغانى الحب والهيام . ويناقش المتحدثين معه على الانترنت عن اجمل
الاغانى أو الفيديوهات أو الافلام . فهو يدخل فى عالم أخر غير عالمه الحقيقي .
وهذا يشكل شخصيته المستقبلة فى المجتمع . وهذا
ما لمسته خلال متابعاتى على الانترنت .
فهل للتربية أثر في كسب الشخص للثقافة ؟ . أم
انه يعتمد على نفسه فى امتلاك ثقافة معينة ؟
وما مدى تأثير المواد التي يدرسها الشاب على
ثقافته أم أن هذه المواد لاجتياز الامتحان فقط ؟
ان شبكة
الإنترنت تمتلىء بأشكال عدة من التواصل والتفاعل تجمع أعضاء ذلك العالم الافتراضي،
لكن عندما يعود هؤلاء الأعضاء الى واقعهم يتوقف
هذا التفاعل . فمع تغير قائمة الإنترنت يوميا بمفردات حديثة . وولادة مفردات جديدة
. وما يشهده الواقع من توقف عن مجاراة الدول المتقدمة . كل هذا له اثر سلبي على
التواصل المتزن داخل المجتمع . وأضر الاستعمال الغير مدروس للتكنولوجيا في نجاح
الشباب داخل مجتمعاتهم . في ظل عدم توجه الدول العربية الى اثراء
المحتوى العربى على الانترنت . وانشغال الحكومات بالسيطرة على مقاليد الحكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق