ما الوطن ؟
الوطن أنت، وأنت الوطن
بلادي
هواها في لساني وفى دمى يمجدها قلبي ويدعو لها فمي ولا خير فيمن لا يحـــــــــب
بلاده ولا حليف إن لـــم بها يتيم.!!
ومن تـــــؤوه دار فيجحد لفضلها يكن
حيوانا فـــــوقه كل أعجم الم تــــــــر أن الطير إن جــــــــاء عشه فأواه فـــي
اكنافه يترنم ومــــــن يظلم الأوطان أو ينس حقها تجئه فنون الحادثات بأظلم وما
يــــــرفع الأوطان إلا رجالها وهـــــل يترقى الناس إلا بسلم ومــــن يتقلب في
النعيم شــــقي به إذا كان مـــن أخاه غير منعم
عصـــــــفورتان في الحجاز حلتا على فنن
في خــــــــامل من الرياض، لا ند ، وحسن
بيناهــــــــــما تنتجيان، سحراً على الغصن
مــــــر على أيكهما ريح ســــرى من اليمن
حيا و قــال: درتان وعــــــــــاء مـمـتـهــن
لقــد رأيت حـــــول صنعاء، و في ظل عدن
خــــمائلاً كأتــــها بقية مـن ذي يــــــــزن
الحـــــب فيها سكــــر و المـاء ُشهد و لبن
لم يــــــرها الطير و لم يسمع بها إلا افتتن
هيا أركباني نأتها فــي ســـــاعة من الزمن
قالت لــه احــــــداهما و الطير منهن الفطن
ياريح أنت بن السبيل، ما عرفت ما السكن
هــــب جنة الخلد اليمن لا شيئ يعدل الوطن
بيناهــــــــــما تنتجيان، سحراً على الغصن
مــــــر على أيكهما ريح ســــرى من اليمن
حيا و قــال: درتان وعــــــــــاء مـمـتـهــن
لقــد رأيت حـــــول صنعاء، و في ظل عدن
خــــمائلاً كأتــــها بقية مـن ذي يــــــــزن
الحـــــب فيها سكــــر و المـاء ُشهد و لبن
لم يــــــرها الطير و لم يسمع بها إلا افتتن
هيا أركباني نأتها فــي ســـــاعة من الزمن
قالت لــه احــــــداهما و الطير منهن الفطن
ياريح أنت بن السبيل، ما عرفت ما السكن
هــــب جنة الخلد اليمن لا شيئ يعدل الوطن
مـــاهــــو
الـــــوطـــــن؟
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ
عنّه * * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي
بلادُ
العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغداد ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ لتطوانِ
إن خدمة الأوطان أمانة في أعناقنا فهل أنت تبني وطنك وهل تسهم في تحسين
صناعته وزراعته وقدراته وثرواته وهل أنت تعمل بجد ونشاط في أن يكون لبلدك مكانة
عالية رفيعة تحت الشمس أم أنك تعيش في الوطن لتتفيأ ظلاله وتأكل وتشرب وتتمتع
وتتذمر دائما .
فمن سرق منا هذا الأمل ومن جعل منا شباب يلوذون بالفرار
ومن المسئول عن قتل الأحلام وتضييق الفرص ومن المسئول عن وأد الأمل هذه الأسئلة
كلها أنت وحدك المسئول عنها.
ثلاثة أمور مهمة في هذه الحياة تعفيك من هذه المسئولية
امام الله وامام نفسك ! هي أن ترضي ربك و تساهم في بناء الإنسان وأن تساهم في بناء
وطنك الذي تعيش فيه وتأكل من خيراته والذي تعيش على أفضاله شئت أم أبيت فما الذي
قدمته أنت لهذا الوطن ؟ لقد قدم لك الوطن أرضه وقدَّم ماؤه وقدم لك سماءه
وقدم لك هواءه وقدم لك الانتساب اليه فما الذي قدمته أنت لوطنك ؟
فيا أبناء هذه الامه وهذا الوطن: هنالك أمور
يجب أن تكون ماثلةً أمام أعينكم أقدمها من المنظر الاسلامى ومن أراد أن يأخذ بها
فليأخذ ومن أغفلها فقد اختار لنفسه حيث يقول رب العزة (إنا هديناه السبيل
إما شاكراً وإما كفورا ) .
أما الامر الأول: فإني أخذته
من قول الله عز وجل: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. وأن سعيه سوف يرى. ثم يجزاه
الجزاء الأوفى ﴾.
أيها الشباب اعتمدوا على الله عز وجل، وإياكم أن تعتمد
على والديكم فقط ، وإياكم أن تعتمدوا على جاه والديكم ، إياكم أن تعتمدوا على منصب
قريب لكم، ، اعتمدوا على سعيكم وجدكم وعملكم، اعتمدوا على مثابرتكم على ما اعتمد
عليه السابقون الناجحون وكونوا على اطلاع دائم على سيرة أولئك الذين تركوا بصمة
إيجابية في هذه الحياة، درسوا فأحسنوا في دراستهم وتعلموا فتفوقوا في تعليمهم ،ا
فكانوا فعلاً أعلاماً في معرفتهم، ثم بعد ذلك سخَّروا هذا العلم وهذه المعرفة
لخدمة الخير لخدمة الأرض لخدمة الإنسان يجب ألا تنسوا: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما
سعى. وأن سعيه سوف يُرى. ثم يجزاه الجزاء الأوفى﴾.
وأما الامر الثاني: فضعوا في
اذهانكم إذا ما قصرتم لا تلوموا إلا انفسكم، لا تضعوا اللوم على أحد، ولا تضعوا
اللوم على الكهرباء، ولا تضعوا اللوم على جيرانكم ولا تضعوا اللوم على الانظمة
والحكام ولا تضعوا اللوم على الشيطان ولا تضعوا اللوم على أي ظروفٍ قاسٍية ، تذكر
أباك آدم يوم وسوس له الشيطان فأكل من الشجرة فأنزله الله إلى الأرض لم يقل لربه
لقد وسوس إلينا الشيطان، ولم يقل لربه إنه الشيطان، وإنما قال هو وحواء: ﴿ظلمنا
أنفسنا﴾.
فلا تلومنَّ في تقصيرك إلا نفسك، لا تلومنَّ أحداً، أنت
قصَّرت وأنت الذي تتحمل التبعة ولا تضع اللوم على أحد بل ضع اللوم على نفسك،
وتذكَّر أيضاً حديثاً قدسياً عظيماً رائعاً يقول فيه رب العزة جلت قدرته وقد جاء
هذا الحديث في صحيح مسلم: (يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفّيكم
إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).
رسبت فلا تلم غيرك، قصرت فلا تلم غيرك، وقعت وقعة غير
صحيحة فلا تلومن إلا نفسك، هذان أمران أريد أن يكونا ماثلين بشكل دائم في أذهانكم
، وعلى أساس هذين الامرين أتوجه إليكم بالوصايا التالية:
الأولى: اغتنم وقتك، وإياك وإضاعة الوقت،
فالوقت هو رأس مالك، ولهذا قال رسول الله في أكثر من حديث عن ضرورة أن يغتنم
الإنسان وقته، فقال كما جاء في سنن الترمذي: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل
هرمك، حياتك قبل موتك، صحتك قبل سقمك، فراغك قبل شغلك، غناك قبل فقرك). وجاء في
البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس:
الصحة والفراغ).
اسأل نفسك عن وقتك، فيما أضعته هذا الوقت الذي جعله الله
لك مساحة وهو عمرك، هو العمُر فأين قضيت وقتك وبأي شيء وما الشيء الذي أودعته في
الوقت ؟ وكلنا يذكر الحديث الصحيح المعروف المشهور: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن أربع: عن عمُره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين
اكتسبه وفيم أنفقه، وعمَّا عمل فيما علم).
اغتنم وقتك، ، الوقت الذي كان للعباقرة هو نفس الوقت ،
الوقت الذي كان للصحابة الكرام الذين قدموا لنا أروع الأمثلة في العطاء هو نفس
الوقت ، الوقت هو هو ولكنك حينما تضيعه لن تجد له قيمة ولن تجد له معنى وسيمر بك
مر السحاب، لكنك عندما تعمل فيه عملاً جاداً ستراه طويلاً وستراه مباركاً وستراه
واسعاً هو الزمن لا أكثر ولا أقل ويرحم الله من قال:
نعيب
زمـــــاننا والعيب
فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا
أرى
حللاً تصان على
أناسٍ
وأخلاقاً
تُداس ولا تصان
يقــــــولون
الزمان به فسادٌ
هم فسدوا وما فسد الزمان
نحن الذين فسدنا وأفسدنا أما الزمن فهو نفسه لم يتغير ،
هي الأيام ذاتها التي مرت على الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وتمر علينا
وستمر على الأجيال القادمة من بعيد وبعيد.
الثانية: إياك والكسل، ولعلك تسألني عن الكسل
أقول لك الكسل ثلاثة أمور: تسويف، وتأجيل، وإخلاد
إلى الراحة الموهومة، ونحن تعلمنا منذ أن كنا صغاراً لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد،
وتعلمنا ونحن صغاراً أن من سوَّف أضاع عمره، الكسل تسويف وتأجيل، وإخلاد إلى
الراحة: ﴿كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون﴾، ﴿قم الليل إلا
قليلاً. نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زِد عليه ورتل القرآن ترتيلاً. إنا سنلقي
عليك قولاً ثقيلاً. إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً. إن لك في النهار
سبحاً طويلاً﴾. اقرؤوا هذه السورة، إياك والكسل، أتدرون مم كان يتعوذ سيد الأنام
محمد صلى الله عليه وسلم ؟ كان يتعوذ من الكسل، جاء في الصحيح أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يدعو ربه فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من
العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).
كان يستعيذ من الكسل، فهل نستعيذ من الكسل بحالنا ولساننا ، أم أننا استحلينا
الكسل فغدونا كسالى وفي أحسن أحوالنا ننشط فنتكلم، فقط وفي أحسن أحوالنا
نقوم بإلقاء الخطب في مجامعنا المختلفة، إن الله يحبنا إذ نفعل أكثر منا إذ نقول:
﴿كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون﴾ فهيا إلى نبذ الكسل وارتداء الجد
والعمل، هذا هو ديننا.
الثالثة: يجب أن تزن وتقيم أيامك يوماً بيوم،
عندما يأتي المساء عليك أن تنظر إلى ما فعلته في يومك، هل كنت جادَّاً مجداً
نشيطاً ؟ هل استغللت وقتك ؟ حاسب نفسك، (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم
قبل أن توزن عليكم) ومن وزن وقيم استدرك، ومن قاس يومه ومن فحص يومه ومن محَّص
يومه استدرك، أما الذي لا يُقوِّم فسيبقى في كسله وتيهه وضياعه، زن وقيم
يومك وتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الحاكم : (إذا أتى عليَّ
يومٌ لا أزداد فيه علماً يقربني إلى الله فلا بورك لي في شمس ذلك اليوم) فهل هذا
اليوم الذي مرَّ عليك ازددت فيه علماً، ازددت فيه معرفة، ازددت فيه اطّلاعاً،
توسَّعت فيه مداركك؟.
الأخيرة: ولا أريد أن أعدد الوصايا حتى لا
تختلط الأمور وحتى لا تضيع في سراديب كثرة الوصايا، الوصية الأخيرة بكل بساطة ماهى
غايتك، ما الذي تريد تحقيقها ؟ واسمح لي أن أضع أمام ناظريك ثلاثة أمور استرشادية
قد تسترشد بها ان رغبت :
أولاً: أن ترضي ربك: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا
الله مخلصين له الدين﴾، ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم﴾.
ثانياً: أن تساهم في بناء الإنسان (الانسان
هو انت )، أن تكون صديقاً للإنسان في بنائه ، في بناء عقله، في بناء جسمه، في بناء
قلبه، في بناء روحه، مبتدئاً بنفسك وبمن تعول اولا، وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من
يعول، ضع غاياتك ، أن ترضي ربك وأن تساهم في بناء الإنسان وفق شريعة الله فليس ثمة
منهاج أفضل من هذا الذي جاء من عند الله: ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾.
ثالثاً: أن تبني الوطن، أن تساهم في خدمة
الوطن، وطنك هذا أمانة في عنقك، إياك أن تعيش عالةً على الوطن، إياك أن تكون
طفيلياً تتطفل على الوطن ، ولا تقدم لهذا الوطن ما يريده منك، وفي النهاية عندما
تقدِّم للوطن فأنت تقدم لنفسك لأن الوطن أنت، ولأنك الوطن، وهناك توأمة بين
المواطن والوطن، وما الوطن إلا المواطن، وما المواطن إلا الوطن، وطننا بحاجة إلى
خدماتنا ، لكننا عالة على الوطن، الغرب يبني أوطانه بكل ما أوتي من قوة،
ونحن نمنح أوطاننا كلاماً وسفسطة في اغلب أحوالنا، ونحن نمنح أوطاننا جريمة، ونحن
نعطي أوطاننا عداواتٍ لبعضنا، ونحن نقدم لأوطاننا تضييعاً، فهذا خامل، وذاك مهمل،
وثالثٌ لا يتطلَّع إلى المكان الذي هو فيه من أجل أن يجعله رفيع المستوى، لكنه يتطلع
إلى منفعته الخاصة، وكم سيأخذ وكم سيحصِّل من هذه المنفعة في هذا المكان، يترأس من
يترأس في مكانٍ ما في الوطن، وهمّه أن يجني منه منافع خاصة، فكم سيكسب من هذا
المنصب وكم سيجني من ذاك المكان وكم سيحصل من هذا الذي تولاه دون أن يكون أُهِّل
له وتم اختياره لا على أساسٍ من كفاءة بل لأنه دفع أكثر والامثلة كثيرة .
أيها الشباب
أنتم لستم كما مهملا ولا شيئا تافها لا قيمة له، بل أنتم
عماد هذه الأمة، وأنتم ساعدها ونبض قلبها، أنتم مستقبلنا وأنتم آمالنا وأنتم بناة
حضارتنا وحماة أوطاننا، ما يسعدكم يسعدنا وما يؤلمكم يؤلمنا، يا شباب الإسلام، لقد
عرف أعداء هذه الأمة أنكم أهم فئات المجتمع ورأس هذه الأمة، فأرادوا أن يقطعوكم
ليقطعوها ويهلكوكم ليهلكوها ويدمروكم ليدمروها، فإن تركتموهم يطعنوكم فإنكم بذلك
تتركوهم ليطعنوا قلب الأمة، لأنكم أنتم قلبها وذخيرتها وأغلى ما عندها، با الله
عليكم لا تتركوهم يقتلوكم ويدمروكم، لا تتركوهم يحطموكم، فنحن نحبكم ونحتاج إليكم
ونريدكم.
عن مقالة للدكتور : محمود عكام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق