19‏/12‏/2012

( صديقي لا تأكل نفسك ) لعبد الوهاب مطاوع

صديقى لا تأكل نفسك
من كتاب ( صديقي لا تأكل نفسك ) لعبد الوهاب مطاوع
الحياة جميلة بوجود نسمات الإيمان في قلبك. وحلوة خضرة يملأ أرجاء حيطانها النور. فالغيوم في اشتداد سوادها مخيفة ولكن في رذات المطر ما ينسي أتعاب الحياة وظلمة الغمام. والماء المالح لا يساغ ولكن الجسم يعتل إذا فقد الملح. والشجرة لا تثمر حلواً من الفاكهة إلا إذا قلّمت أغصانها. والدنيا لا تعبس في وجه من يبسم لها، كما الطفل يبسم في وجه الحياة. والناس فيهم من صدق المعاني ونبل المروءات وكرم السجايا وحب الخير. فلِمَ الكآبة؟ ولم الحزن؟ ولم تحفر قبرك وتشعل الأخدود في قلبك ولمّا بعد تموت؟
محمود هيبه في 17/10/2010
إذا كنت حائراً، هل تقترب من الآخرين أم تبتعد ؟ أو هل تثق بالغير ، وهل تبوح بأسرارك ، أم تكمتها ؟ وغيرها من الأسئلة الأخرى فإنك ستجد الإجابة عنها في كتاب :
صديقي لا تأكل نفسك .....  للكاتب / عبد الوهاب مطاوع.
هو تلخيص صدى الأحزان .. كان يتلقى الكاتب دروة عن الصحافة في إنجلترا ، وفي إحدى المحاضرات وبينما كان يستمع للمحاضرة ، طلب المحاضر من كل واحد منهم أن يكتب عن الرحلة التي قاموا بها قبل يوم  وبعدها نزل المحاضر يتفقد ما كتبه الحضور من خلال السطور الأولى حتى دنا من الكاتب ، فقام هذا الأخير بمد ما كتبه كما فعل نظرائه ، إلا أن المحاضر نحى يد صديقنا ( الكاتب ) جانباً وقال له سأقرأ ما كتبته بعد قليل ، لكني جئت لأسالك ماذا يأكلك ؟
(ماذا يأكلك ) ، هو تعبير مجازي يستخدمه الغرب ، يعبر عما يفعله الاكتئاب والقلق بالإنسان ، وهو تعبير معروف عند علماء النفس . فالقلق يسبب توتر الأعصاب وحدة المزاج ، الأمر الذي يحول العصارات الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدارنها ، حتى تصيبها بالقرحة حتى تتلف المعدة أولا ثم تلتهم بقية الأعضاء ، فأمراض القلب وبعض أمراض المخ تنتمي جميعها إلى الجد الأكبر على حد التعبير الذي هو ( القلق أو الاكتئاب أو الخوف من المجهول) .
كل إنسان يخاف من شيء ما ، من المرض أو الفشل أو فقد الأحبة ، لكن المهم هو تعلم كيفية المحافظة على الخوف الإنساني في حدوده الطبيعية ، فلا يوجد واحداً من المشاهير إلا وقد لاقى فشلاً ذريعاً ،أو إخفاقاً في تحقيق هدفه ، فحول مجرى حياته إلى الطريق الذي لمعت فيه عبقريته ، فلو لم يصب بيتهوفن بالصمم ، لما ألف سيمفونيته الخالدة ، ولو لم يصب طه حسين بالعمى لخلت الجامعات الغربية من رسالته في الدكتوراه . لذا كف عن الشكوى مما تضيق منه ، فمن لا يجد سعادته في حياته الخاصة ، يبحث عنها في حياة أخرى جديدة ، أو عند أصدقاءه ومن لم يجدها عند أصدقائه يبحث عنها في عمله وهكذا ، فلا يجب عليه أن يقف عند حد معين ، ويقول بأن الدنيا وقفت عند هذا الحد ، بل استمر وابحث إلى أن تجد سعادتك الحقيقية .
فإذا عجزت فهنا المرحلة الثانية ، حاول أن تتواءم مع تلك الظروف ، بأن تتواءم مع عملك مثلاً وأن تحبه وأن تكتشف جوانبه الإيجابية ، حتى لا تعيش رحلة عذاب أبدية كما في أسطورة ( سيزيف ) الذي غضبت عليه آلهة الأغريق فحكمت عليه بحمل صخرة كبيرة من السطح إلى القمة ، وكلما وصل إلى القمة ألقت الآلهة الصخرة للسطح مرة أخرى ليحملها من جديد للقمة ، لذا لا تكون مثل سيزيف .
التمسك بالأهداف ، والتوطن على احتمال عثرات الطريق ، لأن تحقيق الآمال يحتاج إلى الصبر ، ولأن ما نؤمن به في أعماقنا يستحق ما نتكبده من ألم ومقاومة .. لذا ثق بنفسك ، وانسى التجارب الأليمة ، وشارك في الأنشطة الاجتماعية .
إذا كنت حائراً، هل تقترب من الآخرين أم تبتعد ؟ أو هل تثق بالغير ، وهل تبوح بأسرارك ، أم تكمتها ؟ وغيرها من الأسئلة  الكثيرة الأخرى لابد ان تجد الإجابة عنها فعش أنت بنفسك هذه الوقائع لتخرج بفائدة لعلها تكوت بدايتك إلى معرفة ذاتك .
الحياة جميلة بوجود نسمات الإيمان في قلبك. وحلوة خضرة يملأ أرجاء حيطانها النور. فالغيوم في اشتداد سوادها مخيفة ولكن في رذات المطر ما ينسي أتعاب الحياة وظلمة الغمام. والماء المالح  لا يساغ ولكن الجسم يعتل إذا فقد الملح. والشجرة لا تثمر حلواً من الفاكهة إلا إذا قلّمت أغصانها. والدنيا لا تعبس في وجه من يبسم لها، كما الطفل يبسم في وجه الحياة. والناس فيهم من صدق المعاني ونبل المروءات وكرم السجايا وحب الخير. فلِمَ الكآبة؟ ولم الحزن؟ ولم تحفر قبرك وتشعل الأخدود في قلبك ولمّا بعد تموت؟
ابتسم فالحياة لا تستحق كل هذه المعاناة، واضحك، وافرح، والعب، واسعد نفسك وكن للأحقاد نابذاً، وللآلام النفسية طارحاً، واترك الماضي المرير، وعش في سلام مثل الساعة تمضي عقاربها لتبني عجلات الحياة بالحركة والعمل الدؤوب. افتح عينيك والتفت عن يمينك وشمالك وستعرف أنك لازلت تبصر فانثر ورود التفاؤل في طريقك وتنحى عن الأشواك الدخيلة في الحياة وامضِ حيث الجمال إلى أن تضع قدمك في الجنة.
---------------
من كتاب ( صديقي لا تأكل نفسك ) لعبد الوهاب مطاوع صدر عن دار الشروق بالقاهرة ويتكون من 114 صفحة . كتاب قيم جداً وخاصة أن الكاتب جسد كل خبراته في الحياة من خلال شخصيات وقصص واقعية 



ليست هناك تعليقات: