08‏/01‏/2013

عندما يتوقف العقل



عندما يتوقف العقل
هـي الأخلاق في الـــدنيـا دليـل إلـى درب العـــلا يحـدو الشبابـا
هـي الأخـــلاق معجزة البرايـا عـلى هـاماتـها تـــطأ الســــحابا
و تبني صـرح عزّتها شعـوب فتحدث في الدنـا العجب العجابـا
ليــــس بعامـر بنيـان قــــــوم إذا أخــــلاقـهـم كـانت خـــــرابـا
عندما يتوقف العقل
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا * تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخص لا خـــــلاق له * فكن كأنك لــــم تسمع ولم يقلٍ
ان خريطة العالم قد اختلفت فلم يعد هناك اتحاد سوفياتي كعالم ثاني . و لأن بلادا كالهند و الصين و اليابان و كوريا الجنوبية و غيرها قد اخذت مكانها بين دول العالم الأول . و لم يعد لدينا سوى عالمين : العالم الاول المتقدم . و العالم المتخلف الذى هو عالمنا .
و الاختلاف بين العالمين لا علاقة له بالمكان ولكن له علاقة بالفكر .  فالعالم المتقدم  يختلف في المفاهيم و مناهج التفكير و العادات و التقاليد و باقي نظم المجتمع . عن العالم المتخلف الذي لازال يعيش فى اطار العقليات الظلامية الجامدة البدائية.
والمثقفون الواعون لايجب ان ينتموا الى جماعة اورابطة او طائفة  في دول العالم الثالث . التي أصبح اسمها مع ازدياد التدهور و التدني . دول العالم المتخلف.
ان تزايد عدد مثقفي التبعية والتلقي و المحفوظات خلق  طبقة الغوغاء و الدهماء والتى هي الأكثر عدداً و حضوراً اليوم . و هم ليسوا في حاجة إلى معرفة . فمع تخلي عقولهم عن وظيفتها فقد تحولوا إلى تابعين بسطاء في الطاقة العقلية و الاستيعابية للمعارف.
و مع انتشار أجهزة الإعلام الحديثة . و هذه الأدوات الإعلامية المتقدمة التي صنعها أهلها لمزيد من التثقيف و التعليم . ولكن نستخدمها في بلادنا لتكريس منهج التلقين الجاهز لغرس التبعية والظلامية . فتميزنا بعدم الرغبة في تحصيل المعرفة من مصادرها السليمة لأنها بالفكر الجامد لا لزوم لها.
ولأن المجتمع الذى يتوقف فكره يتحول معظمه إلى طائفة من الغوغاء و هؤلاء هم المشكلة الحقيقية لأنهم لا يعلمون أنهم من الغوغاء . و أنهم يميلون فى اتجاهاتهم إلى التقديرات  السطحية و توظيفها لتجلب لهم الفخر أكثر من أي قدرات عقلية أخرى لا يمتلكونها. فهم يحبون الإبهار و تصور لهم عقولهم المحدودة الظلامية معجزة الانتصارات الوهمية فتقوى قدرتهم على إحداث الفتن والقلاقل . بأساليب تخلو من الحياء و الخجل .  وحتى ينالوا مايريدون . ينحدر اسلوبهم إلى مستوى الغوغاء والدهماء من أصحاب الاساليب المتدنية . تستهويهم  الخرافة وتستقطبهم الجماعات .  فبعدوا عن سمو الكلمة . واتبعوا تسطيح الكلام و اختصار الاسلام فى كلمات . وأمثال هؤلاء لا تحتاج جهداً عقلياً فى تمييزهم أو التأكد من مدى علمهم أو مدى ايمانهم .
ولذلك فان السطحية ادت الى  اختفاء الوعى  الحقيقي أمام مسوخ شانها الاسلوب البعيد عن الابداعات  العلمية و الفنية وحتى يبقى أمثال هؤلاء  هم العازفون الوحيدون باسم الدين . وهم بعيدون كل البعد عن جوهر الحقيقة .
و ما نراه اليوم  ماهو الا ايمان زائف سوف  يؤدى فى النهاية  إلى التخلف  بدلاً من التقدم . ولقد كان تحلل المجتمعات و تفكك الأسر و انتشار الفجور و عموم الرذيلة و ضياع الأخلاق و انحطاط القيم . كان سببه اصحاب افكار ظلامية امثال هؤلاء نجحوا في النزول بالمجتمع الى الحضيض بين المجتمعات . ويظنون انفسهم  أهل القمة وأهل الايمان. بل الجالسون فوق القمة بلا منازع . ان هذا التوقيف المقصود لعقول هؤلاء . سوف يؤدى فى النهاية الى فقدن الاخلاق وفقدان كل شىء . والى دمار هذه الامة .
ويقول الشاعر الجزائري مفدى زكرياء:
هـي الأخلاق في الـــدنيـا دليـل      إلـى درب العـــلا يحـدو الشبابـا
هـي الأخـــلاق معجزة البرايـا      عـلى هـاماتـها تـــطأ الســــحابا
و تبني صـرح عزّتها شعـوب       فتحدث في الدنـا العجب العجابـا
ليــــس بعامـر بنيـان قــــــوم      إذا أخــــلاقـهـم كـانت خــــرابـا

ليست هناك تعليقات: