25‏/12‏/2012

لاينقص الاسـلام غير المسلمين

لاينقص الاسـلام غير المسلمين
محمود هيبه في 15/02/2012
لاينقص الاسـلام غير المسلمين
مهما كان عند الانسان من عواطف واحاسيس فانها لاتغنيه عن كونه اصبح اليوم بلا ضمير و بلا قلب فقد اصبح الانسان بلا إحساس وبلاضمير وبلا أنسانية  فلا أخوه و لا صداقة .  
لقد اصبحنا فى زمن الكذب والخداع زمن يغدر فيه المسلم بالمسلم والمصري بالمصري. زمن لم نعد نعرف فيه الا الكاذب . زمن كثر فيه الطعن والخيانه والخداع زمن انتهى فيه الحب والاخلاص زمن يسرق الفرحه زمن يبدل كل ابتسامه بوجه الصادقين والمخلصين الى حزن .
ساعـــات أحس أن الزمن قاسي ، ولا يمكن يلين
وساعــات أحس أن الفــرح محال ولا يمكن يحين
لماذا اصبحنا كالقنافذ ؟
لقد اصبح الناس فعلا كالقنافذ التى كانت تعاني البرد الشديد ، فاقتربت من بعضها وتلاصقت ، لكن أشواكها المتها . فابتعدت عن بعضها فاحست بالبرد . فاحتارت بين الالم فى التقارب . والم البرد فى التباعد . ولكنهم في النهاية وجدوا ان الحل الأمثل هو التقارب المدروس . بحيث يتحقق الدفء مع أقل قدر من الألم . فاقتربت الاقتراب غير المؤلم  وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطّم أمنها وراحتها .
ان القرب من بعض الناس وتصديقهم والاطمئنان لهم اصبح نوعا من الغفلة فسلوكياتهم الان اصبحت بعيدة عن القيم والمبادىء والتقاليد والاصالة وبعيدة كل البعد عن الاسلام .
ان الاختلاط غير المدروس بهؤلاء الناس . يؤذى اكثر مما يفيد . ويزيد من المشاحنات والمشكلات . وهذا لا يمنعنا من المعايشة معهم . ولكن لكى تعيش فى هناء وراحة بال يجب ان تجعل بينك وبين هؤلاء  مساحة ثابتة تتيح لك الامان من غدرهم اومن سوء تدبيرهم.
الإسلام اليوم اصبح محجوبا بهؤلاء المتشدقون بالاسلام . والمسلمون اليوم مثل دابة على رأس بئر عذب لا هي شربت ولا هي تركت الناس يستسقون ويشربون .
ولقد تذكرت مقولة الامام محمد عبده الشهيرة :
( رأيت الاسلام و لم أر المسلمين ، ورأيت المسلمين و لم أر الإسلام )
هذه الكلمة قالها الشيخ محمد عبده رحمه عندما سافر الى أوروبا ورأى حضارتها ورأى رقى العلاقات فى التعامل مع الغربيين  وانحطاطها عند المسلمين . حتى أنه رأى أخلاق الإسلام في أوروبا عند غير المسلمين . وافتقده في بلاد الإسلام عند المسلمين.  
وهذه العبارة التى أصبحت من الشواهد عند الناس يستشهدون بها على محافظة الأوروبي على القوانين والآداب العامة والعهود . وعلى سوء معاملة المسلمين أو المتأسلمين اليوم ولقد قال الشاعر.
خلت المشاعر من حرارة شوقها *** يأساً كما خلت القلوب من الدم
الصــــــوم والصلوات ملء ديارنا *** والحــج للبيت العتيق وزمزم
كل الشـــــــــــعائر ماتزال كعهدها *** لاينقص الاسـلام غير المسلم
إن حياتنا اليوم اصبحت  حربا لا تنتصر فيها الأخـــلاق ولا القيم . وانظر الى المسلمين اليوم فى جميع البقاع . قسموا اوطانهم وأباحوا قتل المسلمين بغير ذنب . وأنشأوا الفضائيات التى صدعتنا بفتاويهم . وأباحوا السب والشتم لكل من يخالفهم . كل هذا يذكرنى بماقاله حافظ ابراهيم فى نعى اللغة العربية نفسها :
رَاجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي *** وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
لقد اصبح الاسلام اليوم بلا مسلمين . اصبح الناس بلا اخلاق . وبلا قيم . بلا إحساس وبلاضمير وبلا أنسانية  . لقد قالوا فى الاخلاق :
إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال اخر
إنما الأخلاق في الأقـــــــــــوام مقياس الكفاءة
وليس لعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خرابا
وللأخلاق في الاسلام مكانتها الخاصة ومنزلتها الرفيعة . فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
ونقرأ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ العنكبوت الآية 45 
 ولقد عبر ابن القيم  بقوله: ( الدين الخلُق ، فمن زاد عنك في الخلق زاد عنك في الدين ، ومن نقص عنك في الخلق نقص عنك في الدين ).
ولقد قال الله تعالى فى فى اخر سورة الكهف  : ( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا ً , الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )
فمن لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من اسلامه . فعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والصدق والسلوك القويم . ومن المهم أن نتذكر أنه على المسلم أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائمًا وأن يدرب نفسه على هذه الأخلاق ليحيا بها ان كان يريد حقا ان يكون مسلما .
قد يظن كل من صلى ركعات لله انه بهذا اصبح يملك مفاتيح الجنة ويملك صكوك الغفران يدخل من يشاء الى الجنة ويخرج من يشاء .. ويقول لك انه يمشى بنور الله
للأسف الشديد لقد  أختزل هؤلاء المتفيقهون  الدين فى شعائر يقومون بها. ولكن لا أخلاق لهم .  فإن لم تتحسن أخلاق الناس بالدين أو بالقوانين وظلت من سيء الى أسوأ فلن تقوم لهم قائمة. فالدين المعاملة ..والدين ماوقر فى القلب وصدقه العمل ..فان لم يتعامل المسلم بتعاليم الاسلام فهو ليس من الاسلام فى شيء.


ليست هناك تعليقات: