26‏/12‏/2012

الحماقة


الحماقة
لكل داء دواء يستطب به *** الا الحماقة أعيت من يداويها
الحماقة

لكل داء دواء يستطب به *** الا الحماقة أعيت من يداويها
من اكبر المصائب التي ابتلينا بها هذه الايام  من قبل المدعين بالاسلام على الفضائيات . داء الحماقة . فالحماقة شر كلها . والأحمق عدو نفسه . تميزه السفاهات التى تدل على الخفة والطيش والرعونة ..والحماقة تكون فى بعض انواع البشر سواء كان رجلا او امرأة . والاحمق دائما مايكون حسودا حقودا وفى حسده اعتراض على قضاء الله وقدرته .
ونحن نعلم ان كل ذى نعمة محسود من الحمقى ..والاحمق ضعيف الايمان وهذا يظهر فى قول الله تعالى :
(وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
ويقول ابو الاسود الدؤلي فى بيان الحمق والحسد:
حسدوا الفتى اذ لم ينالوا سعيه* * * فالناس اعداء له وخصوم
كضـرائر الحسناء قلن لوجهها * **  حسدا وبغيا انه لـــــدميم
والوجه يشرق فى الظلام كأنه ** *  بـــدر منير والنساء نجوم
وترى اللبيب محسدا لم يحترم ** شتم الرجال وعرضه مشتوم
وكـذاك من عظمت عليه نعمة *** حســـاده سيف عليه صروم
والخليفه هارون الرشيد ينظم ابياتا عن اللحمق فيقول :
لان تعادى عـــــــــــاقلا خيرلك ***من ان يكـــــــــون لك صديق احمق
فارغب بنفسك ان تصادق احمقا *** ان الصديق على الصديق مصدق
وزن الكــــــــــلام اذا نطقت فانما *** يبدى عيوب ذوى العقول المنطق
ومن الرجال اذا استوت احلامهم *** من يستشار اذا استشير فيطــرق
حتى يجــــــــــــــول بكل واد قلبه *** فيرى ويعــــــرف مايقول فينطق
ويقول اخر فى الاحمق :
إتق الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الخــــــلق
كلما رقعت منه جانبًا خرقته الـــــــــــريح وهنًا فانخرق
كحمار السوق إن أقضمته رمــح بالناس وإن جـاع نهق
أو غلام السوء إن أسغبته سرق الناس وإن يشبع فسق
والاحمق لم ينتفع بالجوارح والحواس التى اودعها الله فيه وشأنه شأن المنافق الكافر كما في قوله تعالى :
 ( يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا الاأنفسهم وما يشعرون ) ( البقره 9)
وقد وردت احاديث فى ذم الاحمق ففى الحديث الشريف قول النبى صلى الله عليه وسلم: (إني لم أنه عن البكاء، ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة، لطم وجوه، وشق جيوب، ورنة شيطان ) ( رواه الترمذى )
ومن النوادر قيل انه كان هناك رجل احمق يصلى ..فاخذ قوم يمدحون صلاته ويصفونه بالصلاح فقطع الصلاة وقال لهم ومع ذلك فانا صائم ايضا .
صفات الاحمق الخليقية:
قال أبو الدردا ء: لا يغرنكم ظرف الرجل وفصاحته وإن كان مع ذلك قائم الليل صائم النهار إذا رأيتم فيه
ثلاث خصا ل :
العجب : وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ،وإن يجد على الناس فيما يأتي مثله ... فإن ذلك من علامة الجاهل.
الخلو من العلم : ومن علامات الأحمق خلوه من العلم أصلا ، فإن العقل لا بد أن يحرك إلى اكتساب شيء من  
يفرح الأحمق بالمدح: ومن خصال الأحمق فرحه بالكذب من مدحه وتأثره بتعظيمه وإن كان غير مستحق لذلك .
بعض الحكماء يصف أخلاقه الحمق
وقال بعض الحكما ء: من أخلاق الحمق العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والجهل والتواني
والخيانة والظلم والضياع والتفريط والغفلة والسرور والخيلاء والفجر والمكر ، إن استغنى بطر ، وإن افتقر قنط
وإن فرح أشر ، وإن قال فحش، وإن سئل بخل، وإن سأل ألح ، وإن قال لم يحسن ،وإن قيل له لم يفقه، وإن ضحك قهقه ، وإن بكى خا ر.
يعرف الأحمق بست خصال
الغضب من غير شيء ، والإعطاء في غير حق ، والكلام من غير منفعة ، والثقة بكل أحد وإفشاء السر وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه ، ويتكلم ما يخطر على قلبه ، ويتوهم أنه أعقل النا س.
من علامات الحمق
وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ  علا مات الحمق : سرعة الجوا ب، وترك التثبت،  والوقيعة في الأخيار ، والإختلاط بالأشرار ، والأحمق إن أعرضت عنه اغتم ، وإن أقبلت عليه اغتر ، وإن حلمت عنه جهل عليك ، وإن جهلت عليه جبن ، وإن أحسنت إليه أساء إليك ، وإن أسأت إليه أحسن إليك .

ليست هناك تعليقات: