16‏/04‏/2021


رحلة المليون



كم من قلوب حنّت واشتاقت للقاء رمضان فانقطع بها القدر ، وانقطع لها الأثر ، واصبحوا تحت التراب والثرى ، قلوب كانت تتمنى لقاء رمضان ، وانت الذي من الله عليك بلقاء رمضان ، فكن من اصحاب الملايين ، انها رحلة المليون حسنه ، فهل ترغب في تحصيل الملايين من الحسنات ؟...هل تطمع في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ؟...هل ترجو رحمة ربك ؟... هل تشتهى أن تكون من الفائزين في هذا الشهر الكريم؟

في بلادنا فقراء ، والفقر ليس عيبا  فسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -  لبس ثيابا ونعلا مرقعا ، وهو الذى نشر الاسلام ، والبس الدنيا السعادة بالإسلام الحنيف ،  وعمر الفاروق كان راعيا لابل الخطاب ، وأصبح اميرا للمسلمين ،  ووصل عدله العرب والعجم ، لم يأمر بكسوة الكعبة ، وفي امة محمد رجل جائع ، ويليه في العدل عمر ابن  عبد العزيز  الذي قال: انشروا القمح فوق رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز ،  هم الرجال وهم العظماء اما نحن اليوم فيوجد الكثير من الحثالة بيننا ، ادعوا انهم مسلمين وليسوا بمسلمين ، نشروا الفتن ونشروا القتل والدمار ، هان عليهم دينهم ، وهان عليهم وطنهم ، وانت ايها المسلم  هل رق قلبك لإنسان جائع لا يجد قوت يومه؟ ، هل رق قلبك لإنسان بريء تهاجمه وتؤذيه أو تقتله بدون ذنب؟ ، هل اذك بشيء هل شتمك هل سبك؟ ، هل اخذ من شيء؟ ، حتى تعاديه هذه العداوة البغيضة ، وتسب وتلعن ابناء وطنك ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بعثت أنا والساعة هكذا ويشير بإصبعيه فيمد بهما ) ، فوالله انها قريبة ولسوف يأخذ كل ذي حق حقه  ، لقد غرتنا الحياة الدنيا وغرتنا المظاهر وغرنا بالله الغرور ، فبعدنا عن الاسلام ورحمته حتى وصل بنا الامر لتبلد المشاعر فلا نشعر بفقر أوبآلام جيران لنا  يتألمون ، صبروا على الجوع والفقر ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافاً )  

فيا امه محمد ان موعدنا يوم العرض بين يدى الجبار ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ  ) وَهَذَا النَّعِيمُ الذِي تَتَفَاخَرُونَ بِهِ ، وَتَعُدّونَهُ سَبَباً مِنْ أَسْبَابِ التَّبَاهِي، سَتُسْأَلُونَ عَنْهُ مَاذَا صَنَعْتُمْ بِهِ ؟ وَهَلْ أَدَّيْتُمْ حَقَّ اللهِ فِيهِ .

اننا مقبلون على ايام مباركات ، فهذا هو رمضان موسم الصفاء والإخاء والألفة والمحبة ، فكيف تكون وأنت تسمع التأمين على الدعاء ، فهل مع هذا تباغض وجفاء ؟ الا مع من قست قلوبهم ، فرمضان فرصة لتطهير القلوب وتصفية النفوس ، وعمل الخيرات ، فكن من الفائزين ، وكن من اصحاب الملايين في رمضان ، وكل عام وانتم بخير.