06‏/05‏/2010

أخرجوهن من جامعاتكم إنهن يتطهرن

أخرجوهن من جامعاتكم إنهن يتطهرن

 

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت: 2-3).
جرت سنة الله تعالى في ابتلاء المؤمنين ليميز الخبيث من الطيب وليتبين الصادق في ادعاء الإيمان من الكاذب، وكعادة أهل الصد عن سبيل الله في كل زمان ومكان يستخدمون ما استطاعوا من أدوات وآليات التنفير لإثناء المؤمن وزحزحته عن صراط الله المستقيم.
قال الإمام ابن كثير في هذه الآيات
اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَمَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى لابُدّ أَنْ يَبْتَلِي عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ مَا عِنْدهمْ مِنْ الْإِيمَان كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح: (أَشَدّ النَّاس بَلاء الْأَنْبِيَاء ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الْأَمْثَل فَالْأَمْثَل يُبْتَلَى الرَّجُل عَلَى حَسَب دِينه فَإِنْ كَانَ فِي دِينه صَلَابَة زِيدَ لَهُ فِي الْبَلَاء)، وَهَذِهِ الْآيَة كَقَوْلِهِ: (مْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ) (سورة آل عمران: 142)، وَمِثْلهَا فِي سُورَة بَرَاءَة وَقَالَ : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب)(سورة التوبة: 16).
إذًا فالنجاح في الاختبار والنجاة من الابتلاء بتثبيت من الله يثبت به عبده ليورث هذا العبد النصر المبين، حتى وإن كان النصر على المستوى الفردي للعبد المؤمن فكم من مؤمن نصره الله تعالى نصراً مؤزراً كفرد فكان انتصاره انتصاراً للأمة، ولنا في فتى أصحاب الأخدود المثل والقدوة الواضحة التي تبين أن النصر يتنزل من عند الله بتثبيته لعبده المؤمن وقد تجلى انتصار فتى أصحاب الأخدود بعد موته بدخول الناس بسببه في الدين  أفواجاً فكان موته آية للناس وكان النصر حين هتف الجميع آمنا بالله رب الغلام.
ولنتابع معاً التسلسل المعجز في سورة العنكبوت لبيان طريق الفائزين الناجحين في الاختبار يقول تعالى بعد آيات الابتلاء مباشرة: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (العنكبوت: 5-6).
انظر إلى روعة الآية الأخيرة لأن الجائزة تنتظر صاحبها ومن جاهد ونجح في الاختبار فإنما جهاده لنفسه هو وفوزه لنفسه سينال به أرفع الدرجات وأفضل المنازل، فإن قال قائل وأين الجائزة نقول تتبع الآيات وانظر، فبعدما بّيَّنَ الله طريق الفوز للمؤمنين وضرب لهم الأمثلة من اختباره للأنبياء وأممهم بين الجائزة الكبرى في آخر آية من السورة.
ونهدي هذه الآية لأخواتنا وبناتنا الطاهرات اللائي يتحدين الدنيا اليوم بارتدائهن للباس أمهات المؤمنين، أخواتنا اللائي يحاربن بسبب طهرهن وعفتهن واحتشامهم واتخاذهن فاطمة وعائشة وباقي أمهات المؤمنين قدوة وأسوة... الجائزة هي قول الحق تبارك وتعالى في آخر آية من سورة العنكبوت: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (سورة العنكبوت: 69)، إن نتيجة النجاح في الاختبار هي هداية السبل، وما أجملها من هدية وما أعظمها من جائزة.
قال ابن كثيرفى التفسير
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: (وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) يَعْنِي الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه وَأَتْبَاعه إِلَى يَوْم الدِّين (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا) أَيْ لَنُبَصِّرَنَّهُمْ سُبُلنَا أَيْ طُرُقنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الْحَوَارِيّ أَخْبَرَنَا عَبَّاس الْهَمْدَانِيّ أَبُو أَحْمَد مِنْ أَهْل عَكَّا فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: (وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) قَالَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ يَهْدِيهِمْ اللَّه لِمَا لَا يَعْلَمُونَ، قَالَ أَحْمَد بْن أَبِي الْحَوَارِيّ فَحَدَّثْت بِهِ أَبَا سُلَيْمَان يَعْنِي الدَّارَانِيّ فَأَعْجَبَهُ وَقَالَ: (ليْسَ يَنْبَغِي لِمَنْ أُلْهِمَ شَيْئًا مِنْ الْخَيْر أَنْ يَعْمَل بِهِ حَتَّى يَسْمَعهُ فِي الْأَثَر فَإِذَا سَمِعَهُ فِي الْأَثَر عَمِلَ بِهِ وَحَمِدَ اللَّه حَتَّى وَافَقَ مَا فِي قَلْبه). وَقَوْله: (وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عِيسَى بْن جَعْفَر قَاضِي الرَّيّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الْمُغِيرَة عَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ: قَالَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّمَا الْإِحْسَان أَنْ تُحْسِن إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْك لَيْسَ الْإِحْسَان أَنْ تُحْسِن إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْك وَاَللَّه أَعْلَم . من تفسير ابن كثير.
وقد تعجب الجميع من هذه الهجمة الشرسة على عفاف المرأة المسلمة من بني علمان على مستوى العالم  والتي توافقت مع موسم الحج، والتي بدأت بهجوم شيخ الأزهر على إحدى الفتيات الصغيرات وإجبارها على خلع نقابها، ثم تتابعت فتاوى المجاملات المؤيدة لموقف الرجل حتى أن الغرب استشهد بفعلته على منع المنتقبات من كثير من حقوقهن بدعوى أن شيخ الأزهر فعل ذلك فكيف بنا نحن.
وهم  بالطبع لن يكونوا أحن على الإسلام من أهله
والعجب أن ممن يحارب النقاب اليوم هو من كان يفتى بكل جرأة قبل توليه منصبه  ويشيد بفضل النقاب بل وكان منهم من ينكر أشد النكير على من ينكر فضل النقاب منهم المفتى الدكتور علي جمعة والذي كان يقول بأن النقاب واجب عند جمهور أهل العلم وكان ينكر على من ينكر فضله، وله مقطع مشهور في أحد البرامج بالصوت والصورة مع التأكيد أن الفتوى كانت (قبل المنصب) فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.
وللدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر كتاب في التفسير يدرس في المعاهد الأزهرية يسمى بـ(التفسير الوسيط)، ومما جاء فيه في تفسير قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) ما يلي:
وقال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر، بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، (ما ظهر) على هذا الوجه مما تؤدى إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه. قلت -أي القرطبي-: وهذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما، عادة وعبادة، صح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما. يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة، أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: ( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ) وأشار إلى وجهه وكفيه. وقال بعض علمائنا: (إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك).  وهذا من تفسير شيخ الأزهر (قبل المنصب)
وقال في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب: 59).
وقوله: (يُدْنِينَ) من الإِدناء بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعلى. وهو جواب الأمر، كما في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) (إبراهيم: 31)، والجلابيب:  جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يأيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترا تاما، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدا عن مكان التهمة والريبة.  من تفسير شيخ الأزهر (قبل المنصب)
أختي وابنتى
 إن منعوك الحجاب، فهل بأيديهم منعك من المرور على الصراط مرور البرق الخاطف ثم إلى جنة عرضها السماوات.
إن منعوك عن لجان اختباراتهم بحجابك فهل بأيديهم انتزاع حياءك وسترك وعلاقتك بربك.
إن منعوك عن لجانهم بحجابك فهل بأيديهم منعك من أن تكونى اما لخالد بن الوليد أو لصلاح الدين الجديد الذي يرتعد من يخطط ضدك خوفا وهلعاً من ولادة امثالهم .
أختي وابنتى
والله إنهم يخافونك فاثبتي على الايمان
أعتقد أنك قد علمت الجائزة التى اعدها الله للمؤمنات .
أهي الشهادة الجامعية؟!
أهي شهادة الماجستير؟!
أهي شهادة الدكتوراة؟!
لا والله هي أعظم وأجل... إنها الهداية إنها الهداية
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (سورة العنكبوت: 69).

ليست هناك تعليقات: