23‏/09‏/2010

الكراهية

الكراهية



لماذا تعود قلبك على الكراهية ؟
لماذا تكره منافسيك ؟
لماذا تزن الناس بسيئاتهم؟
لماذا تستخدم الدين لتعبر عن كراهيتك للاخرين ؟ بطريقة (من ليس معي فهو ضد الله)
لماذا لا تتبع سنة نبيك عندما عندما كانت تواجهه أخطاء الاخرين ؟كان يقول : (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا) دون أن يذكرهم أو يفضحهم.
لماذا لا  تبحث عن منطقة مشتركة مع كل من تختلف معه؟
لماذا لا تلتمس الاعذار للناس حتى لا تكرههم ؟ ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم )
لماذا  تقلد ما تشاهده على الفضائيات من شتائم وفضائح وتظن أن هذا هو الطبيعي؟
الشتائم الالكترونية على الانترنت  ليست من أخلاق الاسلام .
لا تتدعي أنك تدافع عن الحق فتشتم الاخرين ، تذكر قاعدة الامام مالك ( اذا رايت الرجل يدافع عن الحق فيسب ويشتم فاعلم أنه مريض النفس لأن الحق لا يحتاج أن تسب من اجله ، فالحق سبحانه هو الذي قال : وجادلهم بالتي هي أحسن )

ماهى الكراهية ؟
هي مشاعر أنسحابية يصاحبها أشمئزاز شديد و نفور وعداوة أو عدم تعاطف مع شخص ما أو شيء  ما أو حتي ظاهرة معينة ، تدفعك إلى رغبة في تجنب او عزل او نقل أو تدمير الشئ المكروه , ويمكن للخوف أن يبنى على الخوف  من غرض معين أو ماضي سلبي ناتج عن التعامل مع ذلك الغرض ,  يمكن للناس أن يشعروا بالنزاع والمشاعر أو الأفكار المعقدة التي تدفعهم الى الكره .
ان الشعور بالكراهية ينشط مراكز أخرى فى المخ  متقاربة مع الكراهية مثل الخوف والغضب والحسد والحقد . فالسر في كره أشياء معينة دون أخرى ، هو مسئولية مراكز المخ التى تتكون فيها مشاعر الكراهية لدى الإنسان قبل أن تظهر على سلوكه.
هكذا تزرع الكراهية
التعذيب إهانة للإنسانية وجريمة. وعلاوة على ذلك يغذي التعذيب دورة العنف ويولِّد الكراهية ليس عند الذين يتعرضون له مباشرة فحسب وإنما أيضاً في المجتمعات بأكملها. وقد أنتجت اللجنة الدولية فيلماً تلفزيونيا قصيراً ومطبوعاً جديدين من أجل دعم جهودها في محاربة التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة.
يعانى أغلبنا من الكراهية والبغضاء ، وبسبب وبدون سبب ، حتى أصبحت مرضاً عُضالا يعانى منه المجتمع الإسلامي ، وكذلك داخل الأسرة الواحدة .
إننا كبشر فينا غرائز كثيرة منها: الكراهية والحقد ، والحب ، وحب الذات .. وغيرها ، وهذه الكراهية التي نحملها في داخلنا تجاه الآخرين تؤثر على عقولنا وقلوبنا ، وتكون حملا ثقيلا نحمله في حياتنا يعيقنا عن التقدم بأفكار إيجابية للأمام .
الكراهية تعطل قواك الخارقة :
إن الحقد والحسد والكراهية يعطل عمل قواك الخارقة التي أعطاك الله إياها ، قال تعالى : ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )  الذاريات:21
فهذه القوى الخارقة لا تعمل إلا في جو يملأه الحب والسكينة والطمأنينة، ولذلك أمرنا الله تبارك وتعالى بذكره كثيرا فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً )  الأحزاب:41 ،
والذكر يجلب الطمأنينة والسكينة للقلب والعقل، قال تعالى : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )  الرعد:28 .
إن الذي تكرهه بينك وبينه مسافات ، فهو جالس في مكانه يتنعم بحياته ، ولا تضره كراهيتك ، ولكن أنت الذي ألحقت الضرر بنفسك ، واستهلكت طاقتك العقلية في التفكير في هذا الشخص ، وبدلاً من أن تفكر فيما ينفعك وينفع أسرتك والمجتمع فكرت في الآخر بكراهية ، فانشغالك بالآخرين يبعدك عن هدفك في كل حين ، فاحذر الكراهية حتى لا تخسر .
الكراهية تعطل القوى المبدعة :
العقل البشرى يشبه الكمبيوتر فلا بد أن تعطى له معلومات لتحصل منه على نتائج ، والعقل يعينك على ما أنت عليه ، فالمجرم يفكر كيف يرتكب جريمته رغم أنه يعمل عملا إجراميا ، فتجده يخطط لذلك ، وفى المقابل يمكن لهذا الشخص أن يفكر بنفس العقل في عمل الخير فتجد العقل يجهز له الأفكار التي تعينه على عمل الخير ، فالعقل واحد لم يتغير في هذا الشخص ، فيمكن لك أن تستخدم العقل في عمل الشر أو عمل الخير ، وأنت الذي تقرر على أي حال كيف تحب أن تكون : مجرما أو فاعل خير؟ فالعقل يعينك على ما أنت مقدم عليه .
الكراهية قد تقتلك :
الحقد والكراهية قد  تقتلك وأنت لا تشعر ، تقتل إبداعاتك ، وتضيع عليك فرصاً عظيمة قد تأتى إليك عبر عقلك الباطن من داخلك ، قد تغير حياتك للأفضل ، ولكنك أتعبت نفسك بانشغالك بكراهية الآخرين ومحاولة النيل منهم ، فكان وضعك كالذي معه المال ينفقه على الآخرين ويترك أهل بيته جياعا، فهل تظن أن هذا من العقل ؟.
إن الكراهية تسلبك سعادتك التي تبحث عنها في كل مكان ، وهى تحت يديك ولكنك ترفضها بكراهيتك الكامنة بداخلك . إن من العقل أن نفعل ما يعود عليك  بالنفع وليس الهلاك قال تعالى : ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )  البقرة:195. والذي يكره يحفر قبره بيده ، ويسعى إلى الموت.
تحذير الرسول من البغضاء:
ولذلك حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكراهية والحسد فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا)  البخاري .
فاذا صرنا إخوانا حقا ، ونزعنا البغضاء والحسد من قلوبنا ، أفاض الله علينا من فضله قال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )  الأعراف:96 .
إن الذي يكره لا ينظر إلا تحت قدميه  فقط ، ولذلك يحرم نفسه من أشياء جميلة أخرى قد تسعده.
إن الذي يكره يجعل نفسه كالذى يعيش في حجرة ضيقة ليس بخارج منها ، فلا يرى النور أو  يتقدم .
إن الذي يكره أخاه كاذب في محبته لله تعالى ، فقد جاء في بعض الكتب : ( كذب من ادعى محبته لله وهو يكره أخاه ، لأنك ترى أخاك ولا ترى الله ). فكيف تكره من تراه وتدعى حب من لا تراه؟

المراجع:

ليست هناك تعليقات: