30‏/09‏/2010

أصل الأرقام العربية ومنشأها

أصل الأرقام العربية ومنشأها



منشأ الأرقام العربية
وجدت الأرقام الهندية عند العرب .. نتيجة الكتب الهندية في الفلك والرياضيات التي تُرجمت إلى اللغة العربية .. وقد أستخدم الخوارزمي الأرقام الهندية في أحد كتبه حتى انتشرت وذاع صيتها عند العرب .. وهي أفضل من حساب الأحرف الأبجدية التي كانوا يستخدمونها للتعبير عن الأرقام
الأرقام الهندية :  
لكن الخوارزمي قام بتأليف أرقام أخرى تُعرف اليوم بإسم الأرقام العربية .. لكنها لم تحظ بإنتشار واسع .. وإنتشرت فيما بعد في الأندلس والمغرب العربي .. ومن هناك إنتشرت في أوربا وفي جميع أنحاء العالم وقد نسبها البعض الى صانع زجاج مغربى أعطى للأرقام التسعة شكلا يتعلق بعدد الزوايا في رسم كل منها: زاوية للرقم 1 زاويتين للرقم 2 وهكذا
قام الخوارزمي بتصميم الأرقام العربية حسب أعداد الزوايا لكل رقم .. وهي تتمثل بالأشكال التالية:
الرقم واحد .... زاوية واحدة
الرقم إثنان ........... زاويتان
الرقم ثلاثة ....... ثلاث زوايا
الرقم أربعة ....... أربع زوايا
الرقم خمسة .... خمس زوايا
الرقم ستة ......... ست زوايا
الرقم سبعة ....... سبع زوايا
الرقم ثمانية ...... ثمان زوايا
الرقم تسعة ....... تسع زوايا
الرقم صفر ....... لا زاوية له
   وجهات النظر حول أصل الأرقام العربية
أولا : من ذهب إلى أنها هندية أو سندية
من أوائل الذين اختاروا هذا القول المؤرخ أحمد بن يعقوب المعروف باليعقوبي ، إذ قال في تاريخه :  إن أول ملوك الهند الذي اجتمعت عليه كلمتهم (برهمن) الملك ، الذي في زمانه كان البدء الأول ، وهو أول من تكلم في النجوم ، وأُخذ عنه علمها ، والكتاب الأول الذي تسميه الهند : الهند سند ، وتفسيره دهر الدهور ، ومنه اختصر الأرجبهد والمجسطي ، ثم اختصروا من الأرجبهد الأركند ، ومن المجسطي كتاب بطليموس ، ثم عملوا من ذلك المختصرات والزِّيجات وما أشبهها من الحساب . ووضع التسعة الأحرف الهندية التي يخرج منها جميع الحساب والتي لا تدرك معرفتها وهي . . وهي بالرسم الشرقي الحديث .
وقد ارتضى المسعودي  هذا القول كما تقدم، ونقلتُ من قبل أيضا قول أبي الريحان البِيروني : وكما أن صور الحروف تختلف في بقاعهم ، كذلك أرقام الحساب – وتسمى : ( انك ) - ، والذي نستعمله نحن مأخوذ من أحسن ما عندهم .
وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخوارزمي الكاتب :  حساب الهند قوامه تسعة صور .
ويقول ابن النديم بأن أرقامنا سندية ، وأن أهل تلك الناحية يستعملون حساب الجُمّل على طريقة (أَبْجَدْ هَوَّز) ، وهذه الطريقة آرامية نَبَطيّة ، أي أنها عربية . وتقدم عن البِيْروني أن أهل الهند لا يجرون على حروفهم شيئاً من الحساب ، فيفهم من هذا أن الإجراء الذي ذكره ابن النديم هو عن أهل السند خاصة دون سائر بلاد الهند .
وقد عرفت الحضارة العربية سلسلة أخرى للأرقام في مشرقها لا تزال حاضرة في بعض الدول الإسلامية مثل المشرق العربي وإيران وباكستان وهي الأرقام العربية الهندية .-1-2-3-4-5-6-7-8-9
يعتقد أيضا أن الأرقام العربية كانت تكتب بخط المسند بشكل خاص مشابه لطريقة كتابة الأرقام الرومانية بحيث تعرف الكتابة من واحد إلى ثلاثة كمركبات من الواحد ثم يأتي الرمز الخاص خمسة والشبيه بحرف الخاء في خط المسند أيضا لتكتب أربعة وستة وسبعة وثمانية بتركيبة منه ومن الواحد وهكذا.
الارقام السياسية
في 176هـ كان العالم الإسلامي قد شهد انفصال الأندلس والمغرب الأقصى والأوسط عن الخلافة العباسية ، الأمويين في الأندلس ، والأدارسة في المغرب ، ولو أن الأرقام الغبارية خرجت من المشرق لم يضر الدولتين شيئا في أن يتبعان الخلافة العباسية في ذلك ، لكنه إذا كان العكس وهو خروج الأرقام من المغرب فلا يمكن للخلافة أن تتبع الدولتين ، لذلك اتخذت الخلافة العباسية سلسلة أخرى للأرقام ، وبقيت هذه الأرقام في المغرب ، تجدها في المخطوطات، ومنقوشة على الخشب الذي يزين المساجد والمدارس العتيقة. كما أن الخط المغربي كان في العهد الإدريسي كوفيا . وتلك الفترة كانت المخاض لتأسيس إحدى أقدم الجامعات في العالم ( جامعة القرويين ) التي تعتبرها موسوعة جينيس للأرقام القياسية أقدم المؤسسات التعليمية الموجودة في العالم الاسلامى . وأيضا الأرقام العربية الهندية ، أرقام عباسية ، لأن البعض يحكي بأن الأرقام العربية استعملت في مصر في القرن الثالث الهجري، وهذا بعد تراجع نفوذ الخلافة العباسية في هذا القطر ( قال الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله في بحثه : العالم العربي متجه نحو استعمال الأرقام العربية المغربية : ويذكرون أن أوراق البَرْدي المصرية القديمة الراجعة إلى القرن الثالث الهجري ، قد استعملت الأرقام الغبارية. ولكننا نتساءل : لماذا لم يتابع المصريون في القرون التالية استعمال هذه الأرقام، حيث عدلوا عنها – إذا صح أنها استعملت حقيقة – إلى الأرقام الهندية أو العربية المستعملة الآن في الشرق، ولعله من كلام بعض المستشرقين الذين يُلقون الكلام على عواهنه.
انتقال الأرقام المغربية إلى أوروبا
درس البابا سيلفيستر الثاني في جامعة القرويين وأدخل الأرقام المغربية إلى أوروبا فمن أجل ذلك يطلق عليه أحيانا بابا الأرقام ، وكانت أوروبا حينها تستعمل الأرقام الرومانية التي لا تساعد على إنجاز أبسط العمليات الحسابية. وقد وجد سيلفيستير الثاني صعوبة في إدخال الأرقام المغربية إلى أوروبا، فالكتاب اعتقادا منهم بتفوق الثقافة الرومانية واليونانية على كل الثقافات، لم يكونوا مستعدين لتقبل أهمية الصفر ولا الأرقام الجديدة ، فقد كانوا يعتبرون كل الحضارات الأخرى متخلفة ، لذلك قام جيربير (سيلفيستر الثاني) باختراع لوح أباكوس جديد سمي ب أباكوس جيربير وهو لوح مطور عن اللوح أباكوس الروماني وأكثر فاعلية، استعمل فيه الأرقام المغربية دون الصفر، لذلك تجد الصفر غير ظاهر في مخطوطات القرن العاشر والحادي عشر الميلادي.
توصيات المجمع الفقهي الإسلامي بشأن الارقام العربية
إن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي قد نظر في الكتاب الواردة إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي من معالي وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في الأردن الاستاذ كامل الشريف ، والبحث المقدم من معاليه إلى مجلس الوزراء الأردني بعنوان (  الأرقام  العربية  من الناحية التاريخية ) والمتضمن أن هناك نظرية تشيع بين بعض المثقفين ، مفادها أن الأرقام  العربية  في رسمها الراهن (1 -2-3-4 ألخ ) هي أرقام هندية ، وأن الأرقام الأوربية (4-3-2-1  ) هي الأرقام  العربية  الأصلية ، ويقودهم هذا الاستنتاج إلى خطوة أخرى هي الدعوة إلى اعتماد الأرقام في رسمها الأوروبي في البلاد  العربية  ، داعمين هذا المطلب بأن الأرقام الأوربية أصبحت وسيلة للتعامل الحسابي مع الدول والمؤسسات الأجنبية التي باتت تملك نفوذاً واسعاً في المجالات الإقتصادية والاجتماعية في البلدان  العربية  ، وأن ظهور أنواع الآلات الحسابية و( الكمبيوتر ) التي لاتستخدم إلا هذه الأرقام يجعل اعتماد رسم الأرقام الأوربي في البلاد  العربية  أمراً مرغوباً فيه إن لم يكن شيئاً محتوماً لا يمكن تفاديه .
ونظرا أيضا فيما تضمنه البحث المذكور من بيان للجذور التاريخية لرسم الأرقام  العربية  والأوروبية .
واطلع أيضا على قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في دورته الحادية والعشرين المنعقدة في مدينة الرياض ما بين 17 - 28 من شهر ربيع الآخر عام 1403 هـ في هذا الموضوع ، والمتضمن أنه لا يجوز تغيير رسم الأرقام العربية المستعملة حاليا إلى رسم الأرقام المستعملة في العالم الغربي للأسباب التالية :
أولا : أنه لم يثبت ما ذكره دعاة التغيير من أن الأرقام المستعملة في الغرب هي الأرقام العربية ، بل إن المعروف غير ذلك ، والواقع يشهد له ، كما أن مضيّ القرون الطويلة على استعمال الأرقام الحالية في مختلف الأحوال والمجالات يجعلها أرقاما عربية ، وقد وردت في اللغة العربية كلمات لم تكن في أصولها عربية وباستعمالها أصبحت من اللغة العربية ، حتى أنه يوجد شيء منها في كلمات القرآن الكريم ( وهي الكلمات التي توصف بأنها كلمات معربة )
ثانياً : أن الفكرة لها نتائج سيئة ، وآثار ضارة ، فهي خطوة من خطوات التغريب للمجتمع الإسلامي تدريجياً ، يدل لذلك ما ورد في الفقرة الرابعة من التقرير المرفق بالمعالمة ونصها (  صدرت وثيقة من ورزاء الإعلام تفيد بضرورة تعميم الأرقام المستخدمة في أوروبا لأسباب أساسها وجوب التركيز على دواعي الوحد الثقافية والعلمية وحتى السياحية على الصعيد العالمي ) .
ثالثاً : أنها (  أي هذه الفكرة  ) ستكون ممهدة لتغيير الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية بدل العربية ولو على المدى البعيد .
رابعاً : أنها  أيضا  مظهر من مظاهر التقليد للغرب واستحسان طرائقه .
خامساً : أن جميع المصاحف والتفاسير ، والمعاجم ، والكتب المؤلفة كلها تستعمل الأرقام الحالية في ترقيمها أو في الإشارة إلى المراجع ، وهي ثروة عظيمة هائلة ، وفي استعمال الأرقام الافرنجية الحالية ( عوضاً عنها ) ما يجعل الأجيال القادمة لا تستفيد من ذلك التراث بسهولة ويسر .
سادساً : ليس من الضروري متابعة بعض البلاد العربية التي درجت على استعمال رسم الأرقام الأوروبية ، فإن كثيراً من تلك البلاد قد عطلت ما هو أعظم من هذا وأهم وهو تحكيم شريعة الله كلها مصدر العز والسيادة والسعادة في الدنيا والآخرة ، فليس عملها حجة .
وفي ضوء ما تقدم يقرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي ما يلي :
أولا : التأكيد على مضمون القرار الصادر عن مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع والمذكور آنفا ، والمتضمن عدم جواز تغيير رسم الأرقام العربية المستعملة حاليا برسم الأرقام الأوروبية المستعملة في العالم الغربي للأسباب المبينة في القرار المذكور .
ثانيا : عدم جواز قبول الرأي القائل بتعميم رسم الأرقام المستخدمة في أوروبا بالحجة التي استند إليها من قال ذلك ، وذلك أن الأمة لا ينبغي أن تدع ما اصطلحت عليه قرونا طويلة لمصلحة ظاهرة وتتخلى عنه تبعا لغيرها .
ثالثا : تنبيه ولاة الأمور في البلاد العربية إلى خطورة هذا الأمر ، والحيلولة دون الوقوع في شرك هذه الفكرة الخطيرة العواقب على التراث العربي والإسلامي .
فماهى اصل الارقام العربية يا ترى؟
وليس كل خلاف جاء معتبرا       إلا خلافٌ له حظ من النظر
المراجع:

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بزرگ تسلیم ، بسیار آموزنده است . می خواهم بدانم چرا کارشناسان مخالف این بخش این کار را درک نمی کنند . شما باید خود را به نوشتن ادامه دهید. من مطمئن هستم ، شما باید پایه خوانندگان بزرگ ” در حال حاضر ! بهترین آرزوها