15‏/02‏/2013

لحظة فارقة



لحظة فارقة
لحظة فارقة بين عهدين  كنا ننتظر إنبلاج الفجر. هذه لحظات فارقة في حياة الشعوب  ينبغي الوقوف عندها و التأمل فيها   لمعرفة   لماذا حدث هذا الذي حدث فى تونس وفى مصر وفى ليبيا وفى اليمن وفي سوريا وسنتوقع حدوثه فى بلاد اخرى؟
هل تم تغييب وعي هذه الشعوب؟ أم هل إستكانت هذه الشعوب فيما مضى   حتي حدث هذا الذي حدث  فيما يسمونه من فساد و إستبداد . إن ما حدث ويحدث في  العالم العربي   في خلال السنين التي مضت  هو شيء مهول يعجز القلم عن تصويره  .الانسان العربي   الذي ظل يرفل في قيود الذل  و العبودية والفقر والجهل و المرض لسنين عديدة .لم يرى جديدا يتحقق في مجتمعه و في حياته  بعد هذه الثورات . بل سارت  الأمور من سيىء إلي أسوأ  بسبب الإستهبال و الغش و الخداع و الفساد و كبت الحريات الذي مازال قائما . الأمر الذي أدي إلي سرقة جهود الآخرين  وتحويلها إلي حساب قلة إمتهنت  مص دماء وعرق الكادحين باسم الدين . و هذا أدي إلي أن يتجرأ المتقولون باسم الاسلام في تكفير من يعارض سياستهم . هؤلاء الفاسدين الذين يهدفون الى تحويل بلادهم إلي إقطاعيات  أو إلي ( امارات اسلامية ) تعيش فيها قلة مسيطرة في نعيم  بينما يظل الفقراء  يتجرعون كؤوس البؤس و الحرمان . فالمسئول الأول في الدولة يعيش في معزل عن شعبه بسبب قلة فاسدة إلتفت حوله و سمت نفسها جماعة الرئيس أو عشيرته.
ان الفساد قديم قدم التاريخ  و يوجد في كل مكان و بمقادير متفاوتة وهذا لاشك فيه. ولكن لا يعني هذا أن نسمح لهذا الفساد  أن يبقى متغلغلا في بلادنا بحيث يصبح ثقافة . و يؤدي إلي تعطيل المصلحة العامة  بسبب قلة وصولية متملقة تزين للحاكم كل التقارير لتحصل على مقابل وظيفي أو مادي .
والمسلم الحر يأبى الضيم  ويرفض الذل . و حين يهتف  الله أكبر . الله أكبر .  لا يرضى لغير ربه أن يكون مستعلياً عليه  ولا لغير دينه فوقه سلطاناً   ولن يصلح حال أمتنا  إلا بما صلح به أولها .
ان المتتبع للاحداث   في السنوات  الاخيره ٠ يلاحظ عمليات انهيار في كل شيء ابتداء  من الاقتصاد وانتهاء بالدين والأخلاق .  والفاعل مجهول  عشرات المليارات ضاعت من الاحتياطي النقدي ولاحس ولاخبر .
اذن فالتغيير الان يجب ان يكون حتميا في جميع المجالات .  ونعلم بان الثورات تعيد بناء الشعوب وتغيرها  من حال الفساد الى حال الاصلاح ومحاربة الفساد . تكون الثورات لأرجاع الحقوق الى اصحابها والغاء  التميز بين ابناء الوطن الواحد .  والشعوب هي التي  تحدد مصيرها .
ان الشعوب اقوى من كل الكراسي  مهما كانت محمية . فالشعب هو القوي والكرسي أضعف  مهما كانت صناعته . والشعوب هي التي تكتب التاريخ  .
لقد إجتمعت كل العوامل القهرية المحفزة للثورة على الظلم والطغيان فثارت . فالشعوب  الان تقول لحكامها  يكفي ماحصل ولسنا مستعدين للمزيد . فاض بنا . ان ثورات الشعوب سونامي يعصف بكل شيء فلا قوى أمنية ولا جيش يستطيع ان يوقف الشعوب المظلومه . فالجيش والقوى الامنية ماهي إلا من أبناء تلك الشعوب .

ليست هناك تعليقات: