12‏/06‏/2014

أترضاه لأمك..؟!!

أترضاه لأمك..؟!!


التحرّش الجنسي من أخطر المشاكل الاجتماعية في مصر. كما أنّه يؤثر على جميع أفراد المجتمع المصري، بشكل يومي. والبعض يقوم بالتبرير في كثير من الأحيان ، فيلومون الضحايا بدل ان يلومو المتحرشين، فاستخدام التبرير للمتحرشين وإلقاء اللوم على ضحيا التحرش ، يرسخ لدى المتحرشين فكرة أن التحرّش الجنسي شيء مقبول في المجتمع، وانه يمكن التسامح معه، ويعتقد بعض السفهاء من المراهقين ان التحرش فعل رجولي وكثيرًا من الناس الذين يشاهدون وقائع التحرّش لايبدون اي رد فعل أو تدخل او لوم للمتحرشين ، ومع هذا التساهل وعدم وجود عقاب رادع لهؤلاء المتحرشين، فإن هؤلاء السفهاء ، يزدادون جرأة ويتمادون في ارتكاب جرائم التحرّش الجنسي مرة تلو الأخرى. ولوعدنا الى تعاليم الاسلام الحنيف فاننا نجد الحديث التالي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: إن فتىً شاباً أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله ائذن لى فى الزنا ، فأقبل القوم فزجروه ، وقالوا: مه مه (*)!
فقال له: "ادنه" – أى اقترب منى – ، فدنا منه قريبا ،
قال: أتحبه لأمك؟              
قال: لا  والله ، جعلنى الله فداءك.
قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم".
قال: أفتحبه لابنتك؟            
قال: "لا والله يا رسول الله ، جعلنى الله فداءك".
قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم".
قال: أفتحبه لأختك؟            
قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".
قال: "ولا الناس يحبونه لأخواتهم".
قال: أفتحبه لعمتك؟            
قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".
قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم".
قال: أفتحبه لخالتك؟           
قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".
قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم".
قال – رواى الحديث – فوضع يده عليه ، وقال: "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه ، وحصن فرجه" فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شىء ([1]).
وهذا الموقف الحكيم العظيم مما يؤكد على الدعاة إلى الله – عز وجل – أن يعتنوا بالرفق والإحسان إلى الناس ، ولاسيما من يرغب فى استئلافهم – من الألفة – ليدخلوا فى الإسلام أو ليزيد إيمانهم ، ويثبتوا على إسلامهم.
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مه: كلمة زجر ، وهو اسم فعل أمر بمعنى: اسكت ، وقيل معناها: ما هذا؟ انظر شرح النووى على مسلم (3/193).

([1])رواه الإمام أحمد عن أبى أمامة ، وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد وعزاه إلى الطبرانى وقال: رجاله رجال الصحيح (1/129)

ليست هناك تعليقات: