فـــرنسا
والعائدون من الجهاد المزعوم
من قطارات الموت في مدريد الى
تفجيرات لندن الى مسلح تولوز الى مجزرة شارلي ايبدو، ثم سلسلة الهجمات والحوادث الأمنية في اليوم التالي والتي
أسفرت عن مقتل شرطية وإصابة موظف بلدية بجروح.
الجهاد المزعوم:
لقد بدأت فكرة الجهاد المزعوم منذ دعوة الولايات
المتحدة للشباب المسلم لمحاربة النظام الشيوعي المتمثل في الاتحاد السوفياتي منذ
اكثر من ثلاثين سنة تقريبا ، فجندت الشباب من عدة دول عربية وإسلامية و دول أوروبية
، دفعت بهم إلى أفغانستان تحت زعم الجهاد ونصرة الدين ومنهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري
وأبو عبيدة البنشيري وأبو حفص المصري وأبو خباب المصري المسمى كيماوي القاعدة ، وأغلب
هؤلاء من عناصر الجماعات المتطرفة ، فتعلم هؤلاء الشباب القتال ، تعلموا كيف يتعاملون
مع القنبلة والمدفع والمسدس والخنجر، ولم يعودوا يخافون من منظر الدماء وهي تسيل من
عنق ضحاياهم وانتفاض أجسامهم عند خروج الروح منها ، ثم دفعوهم بعد ذلك للقتال في
العراق وليبيا وسوريا ومصر واليمن وكل البلاد التي يريدون خرابها وتدمير انظمتها .
هذه كانت الحرب التي يريدونها ، وهذا كان الجهاد
الذي يدعونه ، وغرر بهم الاعلام ، وحدثهم عن رائحة المسك التي تخرج من أجساد الشهداء
وحدثوهم عن الحور العين وغيره من الخدع التى تلهب عواطف الشباب . وبعد هذا الجهاد
المزعوم عاد من بقي على قيد الحياة من هؤلاء الشباب إلى بلادهم ، وأطلق عليهم اسم العائدون
، سواء من أفغانستان ، أو من سوريا أو من العراق أو من ليبيا .
ولم يجد هؤلاء العائدون أية جهة تهتم بهم وتفكر
لهم بعد ان دفعوهم للقتال في ارض ليست ارضهم واوطانا ليست اوطانهم ، بل كانوا
ينظرون إليهم في بلادهم وخارجها على أنهم متسللون منبوذون هاربون وإرهابيون ، كرههم
المجتمع فكرهوه ، ولفظهم فلفظوه ، ولعنوه وكفروا به ، هؤلاء الشباب لم يتعلموا شيئا حقيقيا إلا الحرب والقتل والذبح
، فلما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، ولما وجدوا المجتمع والدول ضدهم، قرروا أن المجتمع
هو الكافر وهو العدو، وبدأوا في مواجهته بالشيء الوحيد الذي تعلموه وعرفوه جيدا، بل
وتدربوا عليه ونجحوا فيه ، وهو القتل وإثارة الرعب في المجتمعات المدنية التي عادوا
إليها سواء بتفجيرات قطارات مدريد 2004، أو تفجيرات لندن 2005، ومسلح مدينة تولوز 2012
واخيرا مجزرة شارلي إيبدو الفرنسية 2015.
أن المحرضين لهؤلاء برعوا في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ،
وأصبحوا ينفثون سمومهم في كل قارات العالم وهم قابعون في أماكنهم المتخفية ،
لاسيما وأن ذلك التأثير تصادفه ميول عاطفية ، خاصة ممن تأثروا بفكر التحريض ،
وأصبحوا مفخخين بالأفكار السوداء التي لا تستطيع الحياة الحديثة أن تزيلها، ومن
المؤكد أن هؤلاء المحرضين متمكنون في استخدام وسائل بارعة في التمويه والتحايل
والتخفي والكذب، وهناك من يقدم لهم التسهيلات المادية والمعنوية والخططية ، والدعم
في أي دولة ، لأن هذا الفكر الاسود أصبح اليوم فكراً عالمياً له أتباعه في معظم
الدول.
والتائبون العائدون من الصراع الدائر في سوريا اليوم ، يعرفون كيف
تستغل الدول والمنظمات والجماعات الإرهابية للشباب ، مستغلين صغر سنهم وحماستهم
وعاطفتهم نحو الدين ، ودفعهم لقتال إرهابي قد يودي بحياتهم.
ويتم تجنيد هؤلاء الشباب المغرر بهم للذهاب للمشاركة في القتال الدائر
في سوريا تحت غطاء الجهاد عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، بالإضافة إلى وجود شبكات
دولية من تركيا وإيران وقطر ودول أوروبا ، ودول أخرى تتبنى تحريض وتجنيد الشباب للذهاب الى سوريا، وهذه الشبكات ايضا تولت عملية التحريض على الفتن والفوضى عبر قنوات
اعلامية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي ، ان تحريض الشباب على الخروج من بلدانهم للحرب في بلاد أخرى تحت
مسميات الجهاد هي ناتجة عبر ما يبث في الاعلام الموجه وعلى مواقع التواصل
الاجتماعي وتسجيلات اليوتيوب المفبركة والمصنوعة بحرافية في قنوات مثل الجزيرة
وغيرها من القنوات المسخرة لنشر فكر الارهاب في العالم ، والتي تدعوهم لمناصرة
إخوانهم في سوريا و لا يزال
هناك من يحرض الشباب على الانخراط في هذه الحروب ، وهناك من الشباب من لا يزال يستمع
الى هؤلاء المحرضين ، سواء في المقاهي أو بتحريض من بعض مشايخ الفتنة امثال
القرضاوي وغيره ، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن البطولات ، والتي تدعو
الشباب إلى ترك بلادهم والذهاب إلى بلاد أخرى للمساهمة في خرابها تحت ما يدعونه بانه جهاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق