08‏/11‏/2015

الوثيقة الشيطانية



وثيقة كامبل 1907م
(الوثيقة الشيطانية)


هل الحكام  أو السياسيين في الدول العربية والاسلامية أدركوا ما يحتويه مخطط  كامبل  في التأسيس للدور الاستعماري والهيمنة الغربية على الوطن العربي والدول الإسلامية منذ ما يزيد عن 100 مئة عام وحتى الآن.
هذه الوثيقة هي عبارة عن رسالة صاغها اللورد هنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا بين عامي (1905 – 1908). وبعث بها إلى الجامعات البريطانية والفرنسية لدراستها، وقد أصدرتها هذه الجامعات عام م 1907 تحت اسم (وثيقة كامبل). وهذه الوثيقة  تتضمن خطة غربية (بريطانية) تمنح للحضارة الغربية حق السيطرة على العالم  ، استعماريا وثقافيا . وقد بقيت هذه الوثيقة سرية  وحبيسة الأرشيف البريطاني ، ولم يفرج عنها سوى لمدة أسبوعين فقط ثم أعيد سحبها من جديد؛ خوفاً من آثارها المحتملة على العلاقات البريطانية مع العالم ، لكن كثيرا من المراكز البحثية والمواقع  اقتنصت الفرصة وارسلتها الى جهات عديدة .
يرى كاتب الوثيقة  الوثيقة ( اللورد هنري كامبل ) : إنه من واجب بريطانيا تقسيم العالم إلى ثلاث مساحات ليسهل التعامل مع هذا العالم .
المساحة الأولى : هي المساحة الغربية التي تنتمي بريطانيا  والدول الاستعمارية  إليها والتي عليها أن يكون  زمام السيطرة على العالم بيدها.
المساحة الثانية : هي المساحة الصفراء  ( نسبة للعرق الأصفر ) التي لا ترى آنذاك أنها قد تنافس الحضارة الغربية أو تتناقض معها ، وهذه يمكن غزوها ثقافياً نظراً لهشاشة ثقافتها ( حسب الوثيقة ) مع التعامل التجاري معها.
المساحة الثالثة : المساحة الخضراء، وتدعي الوثيقة  ( أن اللون الأخضر هو لون  الشر  في الثقافة الغربية ). هذه المساحة التي تحتوي على منظومة القيم الاخلاقية  والدينية ، تعتبر منافسة للمنظومة الغربية المسيحية ، وهذه المنطقة  صارعت المنطقة الغربية في مناطق كثيرة وأخرجتها من بعضها .
وتؤكد الوثيقة على أن من واجب الحضارة الغربية أخذ الاحتياطات والإجراءات لمنع أي تقدم محتمل لهذه المنظومة الثقافية في المنطقة الخضراء ، أو إحدى دولها لأنها مهددة للنظام القيمي الغربي ، ولا بد من التعامل معها وفق الإجراءات التالية :
1 - حرمان دولها من المعرفة والتقنية وضبطها في حدود معينة.
2 – إيجاد   مشاكل حدودية  دائمة متعلقة بهذه الدول.
3 – تكوين ودعم الأقليات والجماعات المتطرفة في هذه الدول بحيث لا يستقيم النسيج الاجتماعي لهذه الدول ، ويظل مرهوناً بالمحيط  الخارجي .
إن المتابع للسياسة البريطانية ومجمل السياسات الغربية فيما يتعلق بالوطن العربي وبعض الدول الإسلامية منذ ذلك التاريخ يجد أن هذه الوثيقة أسست لوعد بلفور عام 1917 بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين، وأقامت دولة إسرائيل في فلب الوطن العربي كجزء من منع وحدته وتقدمه. كما أسست لاتفاقية سايكس – بيكو بتقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا وفرض الانتداب والاحتلال عليها كما منحت إيطاليا حق استعمار ليبيا، وهي التي ساهمت بفعالية في مقاومة نجاح أي مشروع نهضوي عربي أو إسلامي
و السياسة الأمريكية تشكلت  تجاه العرب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية على المبادئ الأساسية لهذه الوثيقة مع الفارق بإحلال السيطرة الأمريكية محل السيطرة الأوربية والاستعمار القديم وهذا تم بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وامريكا هي التي دفعت أيضاً صامويل فليبس هنتنجتون (Samuel Phillips ) إلى عرض نظريته حول صراع الحضارات كنوع من الصراع الديني بعد انتهاء الصراع مع الاتحاد السوفييتي وكتلته الاشتراكية.. هذه النظرية التي تبنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة .
لو توقفنا عند بنود وثيقة  ( اللورد هنري كامبل )  نجد أن السياسة الغربية عملت على مدى مئة عام على تحقيق مضمون بنود هذه الوثيقة.
فعلى صعيد المعرفة والتقنية، بقي الوطن العربي يعاني من ضعف التقنية بعد أن كانت شعوبه تساهم مساهمة فعالة في الحضارة العالمية ،  وزودتها بكم هائل من المعارف والعلوم ، صحيح أن شعوبنا تتحمل مسؤولية التقصير إلا أن السياسة الغربية كان لها الفعال  في هذا المجال .
ففي الوقت الذي سمحت فيه لإسرائيل بامتلاك كل أنواع التقنية وساعدتها في ذلك كما ساعدتها على امتلاك السلاح النووي وهي الدولة الوحيدة التي سمحت لها بذلك في نفس الوقت واجهت مشروع عبد الناصر النهضوي فيما يتعلق بوحدة العرب ونهضتهم كما واجهت مشاريع التنمية التي توفر لمصر بنية تحتية للتقدم الى ان وجهت لمصر ضربة موجعة  وبمساعدة بعض الدول العربية الملكية حينئذ ، فكانت هزيمة يونيو عام 1967.
كما واجهت جميع المشاريع العلمية التي حاول العراق امتلاكها إما بتخريب المراكز العلمية وضربها كما فعلت إسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي في بدايته أو بتهديد العلماء وخطفهم وقتلهم أو بإغراء بعضهم لهجر وطنه واستمرت في ذلك حتى احتلاله العراق عام 2003م .
وما تفعله مع سوريا اليوم وللأسف بمساعدة ومباركة دول عربية  ، وهذا كله  كي لا تبدأ سوريا ايضا بأي مشروع يؤسس لامتلاكها الطاقة النووية حتى لأبسط الخدمات.
وسعت عن طريق السماسرة والوسطاء إلى تجميد مؤسسة الإنتاج الحربي العربي  والذي اسسه عبد الناصر ، وذلك مقابل تزويد الدول المساهمة فيه بالأسلحة الجاهزة بأسعار خيالية.
واليوم نحن نعيش اتفاقية سايكس بيكو  جديدة ، بمساهمة عربية ، في زيادة تفتيت وتخريب الوطن العربي ، على يد امريكا والغرب . وها هي انجلترا تقود حربا اقتصادية ضد السياحة في مصر ، مستغلة كارثة الطائرة الروسية فوق سيناء ، ولا يستبعد ابدا ان تكون انجلترا نفسها شريكة في اسقاط هذه الطائرة

ليست هناك تعليقات: