التجارة بآلام البشر
في اعلانات جمع التبرعات
ما يكاد شهر رمضان يقترب حتى تكثر
حملات التبرع والتي تلاحق المواطنين في كل مكان ما بين شاشات التليفزيون إلى دور العبادة مرورا بالشوارع والميادين.
لقد تحولت التبرعات والتي كانت
أحد أشكال التكافل الاجتماعي في مجتمعنا والتي اصبح يستغلها البعض ، ويتخذ من الشهر
الكريم ستارا لجمع هذه التبرعات .
وتُعرض عشرات الإعلانات التي
تتحدث عن الفقراء وعن المرضى على كثير من القنوات الفضائية وينشرون كثير الصور وكثير
من الفيديوهات وكثير من الأكاذيب التي يظهر فيها بعض المأجورين عديمي الضمير من
الممثلين المغمورين وبعد من يرتدون الزي الأزهري ويدعون انهم مشايخ يخدعون الناس بأنهم بحاجة إلى التبرعات
والمساعدات .
ويقف هؤلاء الكاذبين أمام
الكاميرات يشرحون حالتهم وحالات غيرهم ويوضّحون كم هم بحاجة إلى المساعدة ولا
تتورع بعض القنوات القذرة والتي بدون مراقبة ولا ضمير تعرض على الناس الأطراف المُشوهة أو المبتورة تعرض الشخص الذي يسكن في منزل شديد الفقر ويظهرونه أمام الكاميرات بملابس مقطعة وموسخة يتوسلون
الجميع بكثير من البكاء والدموع وبسوء حالتهم المادية والصحية ورغبتهم في الحصول
على مساعدة الناس .
ثم يُكتبون على الشاشة بعدها
أنه يُمكنكم المُساعدة من خلال الاتصال عبر هذا ارقام تليفونات أو التبرع
على حسابات بنكيه فتحوها باسم
هذه الجمعيات المستغلة.
وبعض هذه المؤسسات التي تسمى خيرية
أو صحية أو خيرية والتي قد يستفيد منها القليل
جدا من المحتاجين الذين يساعدونهم في عمل الاعلانات المفبركة التي ينشرونها على
القنوات الفضائية لجمع التبرعات والمساعدات الاجتماعية لإتمام دورها ولكنهم للأسف
يستغلون الفقراء والمرضى ويستخدمون الإعلانات المفبركة لجمع التبرعات دون ادني احساس أو انسانية.
فهل فكرنا يوما كم يتقاضى
اصحاب هذه الجمعيات والمؤسسات من رواتب وكيف هي مساكنهم وكم سيارة لدى كل منهم ...لو
فكرنا قليلا وتقصينا الحقائق سنجد انهم يعيشون في رفاهة تامه.
وانهم اصبحوا اصحبا رؤوس اموال
من تبرعات الناس . وكل العاملين في هذه الجمعيات والمؤسسات يتقاضون مرتبات خيالية
من تبرعات الناس .
علاوة على أن كل اعلان يتكلف
من 5000 خمسة الاف الى 8000 ثمانية الاف جنيه
علاوة على اجر الممثلين والمشايخ وشركة الاعلانات .
ايها الناس لا تتبرعوا لهذه
الاعلانات فانتم تمنحوهم اموالكم والتي لن يستفيد منها فقير أو مريض أو محتاج ..
قم بنفسك بالبحث في محيطك عن الفقراء وتصدق عليهم ولك الاجر .. فرمضان قادم والناس
اصبحوا بحاجة للمساعد في هذا الغلاء الذي اكل اكباد الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق