01‏/02‏/2013

دار إذا نام حراسها أقام الحدود بها العقارب



دار إذا نام حراسها أقام الحدود بها العقارب
محمود هيبه
من عـــــاش خائفا أن يخسر أي من اشيائه
فسوف يأتي عليه يوم يخسر فيه كل اشيائه
هل ورط المصريون أنفسهم  ليصلوا الى مأزق لا مخرج منه ؟ هل كان كل ذلك بسبب ثورة لم تؤت اكلها حتى الان ؟
فهل أخطأ الشعب المصري عندما تحرر؟ . وهل لابد أن يعاقب الشعب المصري اليوم لقوله( لا ) لمبارك الذى اعتمد في حكمه 30 سنه على قانون الطوارئ ؟ .
كنا نظن ان أن الرئيس المنتخب لن يجد كما كان في السابق جيشا أو شرطة أو إعلاما أو مؤسسات أو جماعات تروج وتمجد له وتدفعه الى طريق الديكتاتورية .
هذه الازمة التي بدأت باعلان الرئيس للقرارات الدستوريه وتحصينها ضد الشعب واعلان دستور مشوه يهدف الي تغلغل السلطة في اوصال الوطن . هذه الازمة التي  استمرت الى يومنا هذا والتي سوف تدفع البلاد الى مالاتحمد عقباه.
لقد انقلب كل شيء في غمضة عين ؟ لماذا يوصلنا هؤلاء المتنافسون على السلطة لننزلق الى حرب أهلية دموية لا يعلم منتهاها إلا الله ؟ . من الذي يتحمل مسؤولية الدماء التي سالت وتسيل في مصر الان ؟ من الذي يتحمل الانهيار الاخلاقى الذي اصاب المصريين ؟ من الذي غرس كره المصريين في قلوب المصريين ؟ من الذي يقوم بتشويه رموز الماضي ونبش القبور؟ من الذي يتحمل الانهيار الاقتصادي الذي نعيشه الان ؟ من الذي يسعى الي تقسيم المصريين الى مسلمين وكفار ؟ من ..ومن...ومن ؟
انها اسئلة كثيرة تحتاج الى وقفة للعقلاء لينكشف الغطاء عن كل هذا العبث . وكل هذا السفه . قبل ان نخسر كل شىء . لقد كرهنا أن يخطط لنا الاخرون..كرهنا حكم المماليك . الذين يتفانون في تنفيذ سياسات سادتهم ومالكيهم.
ان هؤلاء المنتمين الى الجماعات الدينية ينظرون الى اخوانهم في الوطن على انهم كفار قريش .. فاستبعدوهم واسروا النجوى بينهم للكيد لاخوانهم في الوطن .. اقصوهم باسم الدين. اقصاء لم نسمع به في تاريخ الاسلام . لوو السنتهم بايات القران الكريم ليحاربوا به اخوانهم في الوطن .. استغلوا منابر المساجد في غرس الكراهية وتكفير المعارضين . فأوصلونا الى ما نحن فيه اليوم .
مازالت الدولة المنهارة تعاني من الفقر والغلاء والضياع بين سياسة الدولة التي تتجه لوضع يدها على كل مفاصل الحكم ووضع المزيد من الصعوبات والعراقيل أمام حياة المواطنين المعارضين. متى تتجه سياسة الدولة نحو البسطاء من الناس دون الوصاية عليهم وصاية دينية او حزبية سياسية ؟ .
ان الحالة الإقتصادية المزرية لملايين من الناس اليوم لا تسمح بهذه المهاترات والاستقطابات السياسية والدينية .
ان الحاكم  وجماعته الذين يزعقون ليل نهار بانهم يمثلون الشعب ولا يعملون إلا لمصلحة الشعب . هذا امر لا يستطيع هضمه اي عاقل . والمثل ألأكبر الذي يمكن الإستئناس هو الرئيس المنتخب لمصر الذي .لا يريد أن يترك هذا العيش الرغيد دون أن يضمن إستمراره لجماعته من بعده وليذهب الشعب والوطن إلى الجحيم .
وعلى هذا ألأساس تتخذ كل الإجراءات الرسمية وتسير الحملات الدعائية وتهيأ القوانين اللازمة لتصبح مصر هي المملكة المصرية  إسوة بالممالك العربية الأخرى .فهل يعيد التاريخ نفسه حينما كان كافور الاخشيدي وزبانيته ينهبون خيرات مصر مما دفع المتنبي إلى القول :
إنـي نزلـت بكـذابيـن ضيفهـم *** عـن القـرى وعـن التـرحـال محـدود
جـود الرجـال من الأيـدي وجودهم *** من اللسان فـلا كانوا ولا الجـود
مـا يقبـض المـوت نفساً مـن نفوسهم *** إلا وفـي يـده مـن نتنها عـود
أكـلمـا اغتـال عبـد السـوء سيـده *** أو خـانـه فـلـه فـي مصـر تمهيـد
صـار الخصـي إمـام الآبقيـن بـهـا *** فـالحـر مستعبـد والعبـد معبــود
نامـت نواطيـر مصـر عـن ثعالبهـا *** فقـد بشمـن ومـا تفنـى العناقيـد







ليست هناك تعليقات: