05‏/05‏/2013

ثقافة الكراهية


ثقافة الكراهية
إن الإنسان في مصر اليوم يقف مندهشا ومستغربا  مما يراه من الجماعات الدينية  التي كانت تعاني في الماضي من القهر  والتهميش ، فلما وجدت الحرية ، كنا نأمل منها أن تقدم  الأمل وتنشر بذر المحبة والإخاء والتسامح المبني على الاسلام الحنيف وعلى الثقة بالنفس والايمان الحقيقي بالله ، وان تيسر على  المواطن الذي ظل سنين يعاني من انهيار اقتصادي وفقر وتخلف وضياع حقوق  وظروف لا حصر لها ، وكان المواطن يريد أن يسمع عن الأمل وعن التفاؤل وعن تحقيق الأحلام ، بالأخوة والمحبة والتسامح  وبناء المشروعات الحضارية.. ولكن الكل فوجئ بحملات الحقد والكراهية وتصفية الحسابات والتحريض على الفتنة والتفرقة  وتحريف الدين ، وبث المعلومات المغلوطة المشوهة لرمز الوطن وللتاريخ ، وبدلاً من الدعوة للألفة والوحدة.. نفاجأ بالاحزاب والقنوات الدينية ، تبث علينا  معلومات دينية محرفة وكاذبة ومزيفة كلها تصب في خدمة هذه الاحزاب والجماعات وتضر بالإسلام وبمصالح الوطن . انها جماعات لا تعرف لغة الحوار والتسامح ، لقد جندوا منهم أشخاصا نزلوا إلى الشوارع يحملون مشروعات لبث الخلافات المذهبية و السياسية ، ووجهوا العوام عن طريق قنواتهم الفضائية وعن طريق صحفهم  وعن طريق المواقع الالكترونية والتغريدات وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ، من أجل أن يعيشوا الناس في صراع وفتن ، يقصد بها تدمير وتفتيت  كل من يخالفهم في السياسة .
ولا يؤمن هؤلاء بتقبل الاخر وبتجربة الرأي لجميع الأطراف وفق الضوابط الدينية والأخلاقية عند الخلاف ، انهم يحرفون المعلومات ويبالغون ويتخبطون يمينا وشمالا، و الإنسان يأسف أن يرى قنوات تسمي نفسها دينية اصبحت متخصصة في نشر الكراهية  ونشر ثقافة العنصرية وإحياء صراعات التاريخ التي مضى عليها الزمن. فما دخل الشاب  المصري اليوم بصراعات هذه الجماعات في الستينيات .
وللأسف هناك اناس منهم رغم أنهم عاشوا في الخارج وسافروا وشاهدوا تطور العالم وتقدمه  يعودون بناء إلى معارك الستينيات لأنهم مازالوا يعيشون في ذلك العهد وكأن التقويم لم يتغير عندهم ومازالت الساعة عندهم متوقفة في عهد والستينيات وما ادراك ما الستينيات .
 وهؤلاء الشباب المساكين الذين لا توجد لديهم الخبرة والمعرفة الكافية بتاريخ مصر العظيم ، أصبحوا ضحايا هذه الصراعات، فنجد برامج التزوير وبث المعلومات المشوهة لتاريخ  ورموز الوطن تعمل دون هوادة ودون خوف من الله  .
انظروا إلى مصر اليوم ماذا يجري فيها؟.. ان الفضائيات التي تسمي نفسها اسلامية  تفيض علينا يوميا ، سبا وشتما يزكم الأنوف وتأبى الأذن سماعه ، سبا في الداخل لكل ما هو معارض  لهم في السياسة ، وسبا في العرب حتى الذين ساعدوا مصر ، وآخرها الامارات والسعودية التي قدمتا الكثير  لشعب مصر ، لا يمكن ان نصدق أن مصر بلاد العلم والثقافة والحضارة أنجبت امثال هؤلاء الذين يتحدثون بلغة الكراهية والخروج عن الآداب والأخلاق .ان هؤلاء أسقطوا هيبة بلادهم وجعلوها في أضعف حال.. لم يحدث في التاريخ المصري كله ، أن يعتدى أحد على  القضاء ، ولم يحدث العدوان على الناس في الشوارع بعد خروجهم من البنوك وعلى النساء والأعراض والاغتصاب ، حتى أن الأمم المتحدة تحدثت عن تقارير التحرش الجنسي في مصر . ماذا يحدث في مصر ؟ هل هذا معقول؟ وإلى أين يسير بنا الإسلاميون ؟ لماذا لا يتحملون مسؤوليتهم تجاه وطنهم ؟ لماذا يريدون جر مصر لحرب أهلية ؟ ان اشعلوها  فانه يستحيل إطفاؤها، هناك وسائل أكثر حضارة دون تمزيق الشعب المصري الى اسلاميين وعلمانيين وليبراليين كفره  لقد  مزقوا الشارع ومزقوا الوطن ، وأضاعوا دور وطاقة الشباب ، ولم يكتفوا بذلك بل ارادوا تصدير هذه الطائفية والصراعات والافكار  للخارج ، لدول شقيقة تحب مصر. انها ثقافة الكراهية .

ليست هناك تعليقات: