الله
الله في أقباط مصر
تعايش
اسلامي - مسيحي دائم في مصر
بقلم د. أحمد سامح
لم يثن
المولى عز وجل على قطر من الأقطار كما أثنى على مصر، فقد ذكرت 5 مرات بالتصريح وتسع
عشرة مرة بما تدل عليها التفاسير.
وقال ترجمان القرآن الكريم عبدالله ابن عثمان
ان كلمة «الأرض» حينما تذكر فإن المقصود بها مصر كما جاء في الآيات الكريمة «وكذلك
مكنا ليوسف في الأرض»، «قال اجعلني على خزائن الأرض» «ان فرعون علا في الأرض» وكثير
من الآيات الكريمة.
كما كانت مكانة أقباط مصر عند الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم عظيمة، فقد قال الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى «سوف
تفتح لكم مصر بعدي فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض، قالوا لماذا يا
رسول الله، قال لأنهم هم وأبناؤهم في رباط الى يوم القيامة».
وقال أيضاً «الله الله في أقباط مصر فإنهم خير
عون عند لقاء العدو».
وأوصى الرسول الكريم خيراً بالأقباط ، فقال صلى
الله عليه وسلم: «استوصوا خيراً بأقباط مصر فإن لنا فيهم ذمة ورحماً». في إشارة الى
السيدة هاجر زوج سيدنا ابراهيم عليه السلام والسيدة مارية القبطية زوج الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم.
وقال المولى في محكم آياته : ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا
وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) صدق الله العظيم.
ولقد كان أقباط مصر عند حسن ظن الرسول الكريم
بهم فسجل لهم التاريخ الإسلامي والعربي والحديث مواقف عظيمة، واثبتوا انهم جديرون بما
وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
فبعد شهور وأيام قليلة من دخول الاسلام الى مصر
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب أصاب الجزيرة العربية بلاء شديد اطلق عليه عام الرمادة،
وساد القحط كل مناطق الجزيرة العربية وتضور الناس جوعاً وكان الاطفال يبكون من شدة
وضراوة الجوع فكان ذلك يبكي عمر بن الخطاب ويقول ( ياليت لم تلدك امك ياعمر ) ، من
هول المأساة وشدة الجوع.
فأرسل امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى واليه
في مصر عمرو بن العاص رسالة يطلب فيها منه الغوث، فكتب له ثلاث كلمات ( واغوثاه واغوثاه واغوثاه
) . فجمع عمرو بن العاص وجهاء مصر وعرض عليهم امر اخوتهم في الجزيرة
العربية، وكانت سرعة وكرم الاجابة ولبوا النداء، وارسل عمرو بن العاص الاجابة وهو مرفوع
الرأس بموقف وكرم اهل مصر، فأرسل الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب رسالة يقول فيها:
( لقد ارسلت لك قافلة طعام اولها عندك واخرها
عندي بما جاد به اجواد مصر ) .
نعم هذه كانت الاولى لأقباط مصر... وتتوالى المواقف
عبر السنين ويكونون جنوداً اوفياء للقاء صلاح الدين الايوبي، وتنتصر مصر في معركة حطين على
الحملات الصليبية التي اتخذت من الدين شعاراً لغزو الشرق العربي .
كان الاقباط ايضاً بجوار السلطان قطز والسلطان
الظاهر بيبرس في التصدي للغزو الهمجي من قبل التتار والمغول وشكلوا دعماً كبيراً في
تحقيق الانتصار على الغزو الهمجي المغولي في موقفة عين جالوت .
وفي العصر الحديث، كان قساوسة مصر يخطبون من
فوق منبر الازهر الشريف لحشد الامة المصرية للتخلص من الاحتلال الانكليزي ونيل الاستقلال
والحرية .
ولا ننسى في هذا المجال تضحيات الاقباط في حرب
اكتوبر وبذلهم ارواحهم فداء من اجل تحرير تراب مصر من الاحتلال الاسرائيلي .
وحديثاً ايضاً يسجل التاريخ بأحرف من نور موقف
الانبا شنودة الثالث حينما طلبت منه الولايات المتحدة الاميركية بعد حادثة تفجير الكنسية
القدسية ان يعلن ان هناك اضطهاداً للأقباط لتدخل اميركا وتغزو قواتها مصر ولكنه
رفض .
فمصر وطن يعيش فينا وليس وطناً نعيش فيه ، كما
كان يقول دائماً الأنبا شنودة الذي عبر عن موقف وطني عظيم حين رد على أميركا بالقول: ( إذا جاءت أميركا لتغزو مصر من أجل ان يحيا الاقباط، فليمت الاقباط
وتحيا مصر ) .
نستطيع أن نقول بكل ثقة وفخر ومحبة واشادة بأن
اقباط مصر كانوا دائماً وابداً عند حسن ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم .
وأقارن في هذا المجال بوعي مستنير وايمان ويقين
ان تلك المواقف من الذين كبروا وسجدوا وشكروا حينما ظن بعض قيادات اعتصام رابعة العدوية
في الآونة الاخيرة بأن الاسطول الأميركي قرب سواحل الاسكندرية وسينزل المارينز لاحتلال
مصر، يومها اتجهت الى الله العلي القدير ألا يسلط علينا بذنوبنا من لا يخافه ولا يرحمنا،
وقلت في نفسي ما اسوأ أن يستغل الدين لتحقيق اهداف سياسية وهو ما نعيشه الآن في مصر
والعالم العربي . ( مصر
كنانة الله في الأرض من أراد بها سوءاً أهلكه الله وفي رواية أخرى قسمه الله ) . حديث شريف.
سوف يتحقق قول الرسول الكريم الذي لا ينطق عن
الهوى ان هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى وسيهلك الله أولئك ( المهللين ) للاحتلال
والحرب والخراب لمصر ويقسمهم بقدرته عز وجل.
وعند حسن ظن القرآن الكريم بهم، حين قال الله
تعالى في كتابه الكريم : ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا
وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) .
وانطلاقاً من التاريخ المشرف لأقباط مصر ومواقفهم
الوطنية التي تستحق الثناء والتكريم، فقد تلقى أبناء مصر بكل فخر وسرور نبأ اختيار
منظمة السلام الدولية راعي الكنيسة الأرثوذكسية القمص بيجول الأنبا بيشوي سفيراً للمحبة تقديراً
لرسالة المحبة التي حملها الى شعوب العالم .
وقد أعلنت المنظمة عن ذلك في حفل بهيج أقيم في
دولة الكويت مساء الجمعة 29 أغسطس فكان هذا الخبر السار موضع ترحيب كل مصري فخور بوطنيته
وبانتمائه وبالعيش المشترك مع أبناء الوطن لأن الأب بيجول الانبا بيشوي يحظى باحترام
كل مصري ويحوز على تقديره واعجابه بما وهبه الله عز وجل من صفات طيبة وسمات شخصية رائعة
تؤهله لأن يكون سفيراً للمحبة والسلام والمودة الوطنية.
ستظل مصر دوماً كبيرة بأبنائها وعظيمة بأشقائها
الذين ظهر معدنهم الطيب عندما حاولت قوى الشر التربص بها، فكان موقف ابناء العروبة
التاريخي نحو مصر الكنانة بمصر العروبة مصر الاسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق