جنون
البقر وجنون البشر
منذ سنوات انشغل العالم
فترة من الزمن , لم يكن له حديث إلا عن ( جنون البقر ) . واستنفرت كل دولة قواها وإمكانياتها
المادية والعلمية والاعلامية لإيقاف هذا الجنون ، ولم يكن هناك وسيلة ناجحة لعلاج البقر المجنون . إلا الحرق .
وجنون البقر ظاهرة محدودة محصورة ، لا تتعدى
حركات هستيرية قد لا تؤذى أحدا ، ولا تتخطى المزرعة التي يعيش فيها البقر المجنون
.
وقد عرف العلماء الجنون بأنه ( فقدان الشعور بالذات والإتيان بتصرفات وسلوكيات شاذة دون
وعي . مع فقدان الشعور بالزمان والمكان والآخرين )
ومن هذا التعريف يظهر لنا أن الجنون
لا يستخدم بمفهومه الحقيقي إلا مع الإنسان . أما استخدامه مع البقر فقد كان
استخداما مجازيا . أي أننا لا نصف البقر بالجنون إلا ونصب عيوننا جنون البشر للقياس
عليه .
تذكرت هذا المعنى وأنا أنظر إلى التصرفات البشرية
والجرائم التى يرتكبها الاخوان العدوانيون ضد الشعب المصري وضد الجيش وضد الشرطه .
و هذه المظاهر العدوانية الجنونية كثيرة لا
حصر لها ، ونكتفى بالإشارة إلى طبيعة الجرائم
التي يرتكبونها فى حق وطنهم وابناء وطنهم
من قتل وتمير واحراق وترويع للأطفال والنساء والشيوخ ، يستخدمون كل ما تطوله
ايديهم من كل سلاح ، يدمرون المساجد والكنائس تدميرا تاما ، ويستخدمون كل وسائل الغدر
والخيانة ، ففي رابعه مثلوا بالجثث تمثيلا بشعا يندى له الجبين .
ومن كل هذه الجرائم إذا رجعنا إلى التعريف السابق للجنون يصدق عليها
وصف الجنون ، ويصدق على مرتكبيها وصف المجانين .
فالذين ارتكبوا هذه الجرائم قد فقدوا الشعور
بالذات بمفهومها الإنساني العام التي يتكون نسيجها من القيم العليا كالإيمان والرحمة
والانسانية والشهامة والصدق ، وأنهم أصحاب دين سماوي ، وكتاب منزل من عند الله .
وكل هذه الجرائم تدخل فى دائرة الشذوذ ، فهي
أفعال وحشية ، لاتتسق مع طبيعة الإنسان السوي ، كما أنها سلوكيات يحكمها التطرف الذى
لايعرف التوقف ، ولا يسمح بالإعتدال .
ومرتكبوا هذه الجرائم فقدوا الشعور بحرمة الزمان
فواصلوا القتل والتدمير والتخريب والتنكيل في رمضان ، وأعياد المسلمين . وفقدوا الشعور
بحرمة المساجد فدنسوها ، ودمروها ورفضوا الاستجابة
للحوارات ، ولم يوفوا بوعد واحدا قطعوه
على انفسهم .
ومازال الجنون الاخواني يواصل شذوذه بالقتل والتدمير والتخريب والترويع في غباء ووحشية . ان جنون هؤلاء قد فاق بملايين المرات ما
أطلق عليه جنون البقر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق