19‏/01‏/2015

المتشددون والمفرطون



المتشددون والمفرطون



الإسلام هو دين الله منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين . ( ان الدين عند الله الإسلام ) ولكننا وللأسف اصبحنا نرى اليوم شريحتين من المسلمين ضررهما أكثر من نفعهما .( المتشددون والمفرطون )
 فالمفرطون يلجأون الى التغريب والتشريق بما لايستقيم مع مقاصد الشريعة. وللتفريط آثار ضارة بالمجتمع المسلم. 
وكذلك الغلو والتشدّد والتحجّر والتقولب. ومن يرفض أن يعيش للحاضر والمستقبل ويكتفي بالتضييق والتكفير والظلامية والتحجر فان ضرره أكثر من نفعه .
وثوابت الإسلام معروفة وأولها افراد الله بالعبادة والإمتثال لأركان الإسلام والإيمان , والإحسان. وما وراء ذلك من العبادات التى يتقرب بها العبد الى الله. والاسلام يطالب المسلم بالتدبر والتعقل.
ولكن المتشددون يقولون : لا رأى إلا ما نرى. وهم بذلك يظنون أنهم يحسنون صنعا. ونحن نعلم أن أئمة الإسلام اختلفوا . وأن الرأي الواحد خطأ وان كانوا يظنون أنه صواب . ويلجأ المتشددون  للتضييق والتكفير والتحجر والظلامية لأنهم لا يملكون حلولا ولا يستوعبون فقها فيلجؤون الى (الجمود على المنقولات) وهذا ضلال في الدين وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الصالح منهم . والمتشددون يتناسون أن الشافعي والمالكي والحنفي والحنبلي إنما كانوا غير متحجرين . فالمتشددون مفلسون فكريا وعقائديا .
والتشدد كان ولا يزال وسيظل عنوانا للفشل ومكتوب بالبنط العريض بأحرف سوداء لا تسر الناظرين . ان المتشددين تنقصهم الحجة والحكمة وبعد النظر ولا يدركون ما تؤول اليه الامور . ولن يستمر التشدد طويلا لسبب بسيط وهو أنه أنما لجأ المتشددون الى التشدد لعدم وجود أجوبة منطقية لديهم  . وهذا مثال على ضيق أفق المتشددين فكيف يلجؤون لتبرير تشددهم من خلال أمور خلافية يعتقدون انهم الأصح رايا والأحسن قولا في هذه الامور .
والوسطية هي الحل فالاعتدال والوسطية والحكمة والعقل ومعرفة المصلحه العامه هي ركائز النجاح . والتشدد بطرفيه يمينا أو يسارا هو بوادر الفشل فكما ان التشدد يؤدى الى افكار منحرفه فان التيار المعاكس له اشد منه ضررا وهذا واضح بعد ظهور هذا التيار المتزعم للإصلاح والذى لم يخرج لنا الا فسادا. ونجد ان هناك قلة من التشددين نجحوا في أن يفسدوا حياة الكثرة من المسلمين . مثلهم مثل القليل من السم في الكثير من الطعام فننتهى إلى خسائر جمة نعانى منها جميعا. وكما يقول الشاعر:
أعرض عن الجاهل السفيه  فــكل ما قاله فهــــو فيــــه
فلا يضر نهر الفرات يومـا  إن خاضت بعض الكلاب فيه
و بصراحة ، فان المقومات الأخلاقية والفكرية لنهوض الامم ليست متوافرة في هؤلاء المتشددين ولا في هؤلاء المفرطين . وأعتقد أننا لو كان بيننا من يستطيع أن ينهض بنا اليوم .  لقتلناه بالشائعات  والسخافات والتظاهرات .

ليست هناك تعليقات: