24‏/01‏/2015

أيها الشامتون



أيها الشامتون



ردا على الاخوان الحاقدين الكارهين الارهابيين الشامتين في وفاة المغفور له ( خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، رحمه الله ) تلك النفوس الشامتة الحاقدة الحاسدة التي ملأها خبثها ونتن ريحها وملأها الغل والكراهية حتى فقدت بصيرتها وألسنتها تقذف  بالسموم ولا تخرج من افواهها إلا الرديء الخبيث.
******
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء)
هناك مصائب تستحق أن يتعوذ منها كل مؤمن، وهناك بلايا ورزايا لا مخلص منها إلا الله ، ومن أشد المصائب على النفس هي مصيبة  شماتة الأعداء ، فعدوك يفرح بما أصابك من سوء وما ألم بك من محنة فيظهر فرحه مع شدة جرحك وكبير ألمك وعظيم مصيبتك.
ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو: (اللهم احفظني بالإسلام قائما واحفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام راقدا ولا تشمت بي عدوا حاسدا).
وكلنا يعرف أن طبيعة تلك النفوس الشامتة الحاقدة الحاسدة التي ملأها خبثها ونتن ريحها وملأها الغل والكراهية حتى فقدت بصيرتها وألسنتها تقذف  بالسموم ولا تخرج من افواهها إلا الرديء الخبيث.
والمولى سبحانه وتعالى يصف لنا حالهم ونفوسهم الفاجرة الفاسقة فيقول عز وجل:﴿ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾ [آل عمران: 120].
ولا أدري كيف يتشفى هؤلاء في مصيبة الموت ؟
أما تخشى أيها الشامت أن يبتليك الله بمصيبة اكبر؟ كما روي في الأثر ( لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) .
وهناك واقعة حين مات القائد صلاح الدين الايوبي ففرح بموته أحد قادة الأقاليم ويدعى سيف الدين الذي فرح وأسرف في الشماتة بموت صلاح الدين فلم يمهله الله بعد ذلك إلا شهرين فمات بعدها.
ويروي أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه حين قدم المدينة مسلما، فكان المسلمون إذا رأوه قالوا ابن فرعون هذه الأمة فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات: 11] وكأنه يؤدبهم بعدم الشماتة من أخيهم مهما حصل منه ما حصل فيما مضى.
وقد رَدَّ الخليفة عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه على اليهود الشَّامتين في موت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:

لعمري لقد أيقنتُ أنَّك ميِّتٌ
ولكنَّما أَبْدَيت الذي قلتُه جَزَع
وقلتُ يغيبُ الوحي عنَّا لفقدِه
كما غاب موسى، ثمَّ يرجعُ كما رجع
وكنا نريد أن تطولَ حياتُه
وليس لحيٍّ في بقاء ميِّتٍ مطمع
فلمَّا كشفنا البردَ عن حرِّ وجهِه
إذا الأمرُ بالجزع الموهب قد وقع
وليس لنا عندَ المصيبةِ حيلةٌ
نردُّ بها أهلَ الشَّمَاتَة والقَذَع
سوى قضاء الله في كتابه
وما قضى الله على عبادَه يقع
وقد قلتُ مِن بعدِ المقالةِ قولةً
لها في حلوقِ الشَّامتين به بشع
أَلَا إنَّــــــما كان النَّبيُّ محمدٌ
إلى أجلٍ وافى به الوقتَ فانقطع

وقال العلاء بن قرضة للشامتين:
إذا ما الدَّهرُ جرَّ على أناسٍ كَلَاكِلَه أناخ بآخرينا
فقلْ للشَّامتين بنا أفيقوا سيلقَى الشَّامتون كما لقينا

وقال أبو العبَّاس المبرِّد للشامتين:
ولقد أقولُ لذي الشَّمَاتَةِ إذ  رأى فجعي
ومَن يذقِ الفجيعةَ من الخلق يجزعِ
اشمتْ فقد قَرَعت حوادثُ الدهر قوتي
وافرح بقوتِك التي حتى الان لم تُقْرَعِ
إن تعش فسوف  تُفْجَعْ بالأحبةِ كلِّهم
أو تُرْدِك أحداثُ الدهـــــر إن لم تُفْجَع

وقال نهشل بن حري للشامتين:
ومَن لا يرَ ما بالقوم يومًا يرونه *** معـــرَّةَ يومٍ لا تُوَازَى كواكبُه
فقلْ للذي يُبدي الشَّمَاتَةَ جاهلًا *** سيأتيك كأسٌ أنت لا بدَّ شاربُه

وقال حارثة بن بدر للشامتين:
يا أيُّها الشَّامتُ المبدي عداوتَه
ما بالمنايا التي عيرت مِن عارِ
تراك تنجو سليمًا مِن غوائلِها
هيهاتَ لا بدَّ أن يسري بك السَّاري

ليست هناك تعليقات: