27‏/03‏/2014

واقعنا المرير

واقعنا المرير



قال تعالى : (  وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون  ) سورة النحل: 112
من يتأمل اليوم حال كثير ممن أشغل المجتمع من قضايا وما يسمونه بثورات الربيع العربي  ، ومن يتحدث من العملاء  في كل شاردة وواردة من أمر العامة ،  ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق  و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) صحيح الجامع رقم (3650) .
جاء ما يسمونه ثورات الربيع العربي ورأينا مثلما رأى الناس جميعا، كيف أدى  ما يسمونه ثورات الربيع العربي الى  تشوّه المجتمعات وانحلال الروابط وغياب الانسجام إلى تضارب الفهم وتضاد المصالح وتنازع الأشقاء.
حتى أنك تسمع الخصم فتقول : الحق معه ، وتسمع خصمه فتقول : الحق معه ، وإنما الحق أعلى من الخصم وخصمه ، ولا يراه إلا ذوي البصيرة والحكماء وهم قلّة اليوم . والسّبب الأساس هو من ادعوا الدين  ونصّبوا على الناس باسم الاسلام ،  واعلنوا انفسهم علماء للإسلام ، ويشهد الله انهم كاذبون ، فشوهوا دينهم وماضيهم وحاضرهم ، وافتوا بالقتل والتفجير والتدمير والترويع والارهاب ، وزرعوا العداوة والبغضاء بين الناس ، وشوهوا الاسلام وشوهوا بلادهم ، واختلط على الناس وجه الحق .

وما حلّ بنا اليوم لا يختلف عن ما حدث بالأندلس ، ونحن نشاهد القتل ولا نتحرك ؟ إنها نكسة أندلسية ، ان التنظيمات القائمة والجماعات القائمة اليوم ما هي الا وسائل ، ثبت فشلها وخيانتها ،  والشعارات السياسية والدينية التي تملأ عالمنا وعقولنا الفارغة ثبت كذبها وفشلها ، ولم تؤدي الا إلى التفرقة وبث العداوة والبغضاء والكراهية بين الناس ، فلا خير في هذه الجماعات والشعارات الكاذبة ، ولا في من رفعها وروج لها ، وكم من شعارات تاه خلفها الشباب والصغار باسم الحرية وباسم ما يطلقون عليه ثورة ، ولكنها في الحقيقة مخطط لتدمير قدرات الامة وضياع استقرارها ، وللأسف هذا هو واقعنا المرير .

ليست هناك تعليقات: