28‏/04‏/2014

بائع الأوهام ( حمدين صباحي )

بائع الأوهام  ( حمدين صباحي )

في وطننا كثيرة هي السبل والوسائل التي تباع بها الأحلام والأوهام للمواطن البسيط، فكم من حلم باعه سياسي لمجموعة من الناس بلسانه مستعملا اسطوانته المشروخة التي تبتدئ دائما امنحوني اصواتكم وسوف افعل كذا وكذا وكذا .. ما عليك ايها المواطن الا ان تضع ورقة تأييد في صندوق الانتخابات.. ثم بعد ذلك تتبخر الأحلام . وكم حلم الفقراء والأرامل بمنحة مع حكومة طائر النهضه ، ولكن الحلم كان وهما وخيالا ، وكم مرة استبشر الناس خيرا بهؤلاء الكاذبين الذين ادعوا انهم يحفظون القران ويصلون الفجر ، ولكن كل هذه الاحلام كانت سرابا ، فكان هدفهم الكرسي والجماعة والعشيرة.
ومن بين هذه الظواهر التي تعرض الاحلام والأوهام للبيع ، ظاهرة جديدة وقديمة هي ظاهرة  حمدين صباحي ، الذي يخرج علينا كل يوم بتصريحات وسفسطات انتخابية ، تعود عليها منذ ان كان يترشح في مجلس الشعب عن دائرته بلطيم ( البرلس ) وكان لايستطيع ان يحصل على اصوات ابناء دائرته  في هذه الانتخابات ، انها لعبة ادمنها حمدين ، واصبحت من لوازمه  ، وصار يملأ الدنيا صياحا يوميا ، بشعارات رنانة جوفاء ، ويسبح بخياله ممنيا نفسه بالجائزة الكبرى ، وهي ان يكون رئيسا لمصر ولو ليوم واحد ، كل ذلك يدور في خياله المريض ، وينتظر ان ينخدع فيه المصريون ويمنحونه ثقتهم .
لقد أصبح إدمان حمدين على هذه اللعبة أمرا عاديا عنده ، يظل حالما ممنيا نفسه بالفوز ، وانه قادر على اختراق عقول وقلوب المصريين الشرفاء  ، فيقوم بتوزيع الاحلام والاوهام ، وواعادة توزيع  طائر النهضه مثلما فعل مرسي من قبله ، فيوزع احلامه واوهامه  على المدمنين الذين ينتظرون وصوله بفارغ الصبر لينالوا الغنائم والسبايا ، وفدادين الارض التي سيوزعها حمدين ، من ارضه الشاسعة الواسعة ، والتي وعدهم بها حمدين ، إننا أمام ظاهرة متكرره ممقوته ، وسيناريوهات متقنة ، بدعم من المتمسحين بصناديق النذور القطرية التركية الامريكية ، لتشتيت المواطن المصري الشريف ، وصرف انتباهه عن الهموم والمشاكل الحقيقية للبلاد ، وتركه غارقا في بحر الأوهام وأحلام اليقظة التي لم تتحقق على يد مرسي ولن تتحقق على يد حمدين ، هي سياسة تغفيل الشباب المغرر بهم ، فلا خير في وطن شبابه يعمل على تدميره ، ولا خير في مرشح يعمل على استحمار هؤلاء الشباب ، من خلال برامجه الانتخابية الوهمية ،  ومسلسلاته التافهة الهابطة .
ان من أخطر ما يقوم المخططون من وراء الستار لحمدين ، هو غزو عقول المغرر بهم من الشباب ، فيحاولون تشكيل عقولهم ما استطاعوا ، وتحريكهم وتوجيههم والسيطرة على تفكيرهم ، ببيع الاوهام والتضليل ، وفصل هؤلاء الشباب عن الواقع الأليم الذي يمثل احتجاجاتهم ومطالباتهم ، وهذه واحدة من درجات ما يمكن تسميته بغسيل المخ الجماعي لبعض الشباب المغرر بهم ، أو تزييف الوعي لديهم ، فيتراكم التضليل وبيع الاوهام ، وفدادين حمدين الوهمية ، ليتحول في النهاية إلى تسميم سياسي ، يعمل على صنع واقع مزور ، واقع وهمي ، يبقى راسخاً في وعي الشباب ،  ويستمر الى ان يدمر هذه الطاقات ، ويقتل افكارهم وطموحاتهم الخلاقة ، فيدمرون اوطانهم بأيديهم .


ليست هناك تعليقات: