ماذا أصاب الوطن ؟!
ما الذي اصاب بلادنا؟ ، مصر تمر اليوم بمرحلة تاريخية ، ان هذه
المرحلة جاءت بعد مرحلة سابقة اتسمت بالفشل أو الضعف في مجالات عديدة منها ما هو
سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي .
ولكن الحقيقة التي لا يوجد غيرها تعليل لما
نحن فيه اليوم ، هي أن السبب الرئيسي في كل المصائب في بلادنا وفي العالم العربي والاسلامي
اليوم ، هو الايدي الخفية الخائنة وللأسف هذه الخيانة تأتي من ابناء بلادنا ، الذين يأكلون من طعامنا
ويشربون من مائنا ويتحدثون بلغتنا بل انهم قد يصلون صلواتنا فيركعون كما نركع
ويسجدون كما نسجد ويطلقون اللحي ويقصرون الاثواب ويدعون انهم من المسلمين .
هؤلاء الخونة الذين اشتراهم اعداء الوطن ، من
خارج امتنا ليكونوا الايدي الخفية الأجيرة الحقيرة التي تحمل معاول هدم الوطن .
فأعداء الوطن المتربصون بنا منذ فجر التاريخ لم
يتغلبوا علينا في مواجهة وانما اختاروا الطريق الأسهل وجعلوا جرح الوطن بخناجر
ابنائه ، استقطبوا نفوس مريضة ضعيفة يحركونها بالمال لا تشعر نفوس لا تشعر بانتماء
الى وطن أو عقيدة أو انسانية ، تتبع من يدفع اكثر، ان المصائب التي تحدث في بلادنا
وتنزل على الوطن العربي الاسلامي كل يوم ، تمت على أيدي هؤلاء الخونة ، الذين يستقطبون
الفاشلين والمهمشين ويستغلون حاجة الفقراء من ابناء الوطن ، فيغسلون ادمغتهم ثم يدفعوهم
باسم الجهاد مخربين منتحرين واكبر همهم ضرب اقتصاد وامن بلادنا ، واشاعة الفوضى فيها
.
ثم نرى انصاف المتعلمين ايضا الذين استقطبهم
الاعلام الموجه الحاقد الفاجر الحقير ، ومنحهم الشهادات العليا ، فنجد ان غالبيتهم
يحمل الدكتوراه ، ولو سألناه في اي تخصص فهو لا يدري ، ولكنها شهادة الدكتوراه ،
هؤلاء الابواق المهيجين للمغفلين من ابناء الوطن لهم دور يوازي دور هؤلاء المضحوك
عليهم ليفجروا ويخربوا ويقتلوا الابرياء .
فنجد الصحفي من هؤلاء ليس هو الكاتب البارع المبدع المسئول عن
كتاباته ولاكن الصحفي من هؤلاء هو طويل
اللسان الجريء الوقح الذي لا يشق له غبار في قلة الادب والتطاول ، هؤلاء الاعلامين
لا يعرفون الا ثقافة الانحطاط ، وعلى هؤلاء ينطبق قول الشاعر :
ملآى
السنابل تنحني بتواضع ... و الفارغاتُ
رؤوسُهن شوامخُ
وفي هؤلاء يصدق حديث رسول الله صلى الله علية
وسلم:
حَدَّثَنَا
أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ ، قَالَ : أَتَيْتُ
أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ،
فَقُلْتُ : يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ :
( لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) سورة
المائدة آية 105 ؟
قَالَ :
أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقَالَ :
( بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ
الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ،
وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ
نَفْسَكَ ، وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا ،
الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ
أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ )
***
لو لم تكن مصر العريقة
موطني
لغرست بين ترابها
وجداني
وسلكت درب الحب
مثل طيورها
وغدوت زهرا
في ربا بستان
وجعلت من عطر الزمان
قلائدا
ونسجت بين قبابها إيماني
موطني
لغرست بين ترابها
وجداني
وسلكت درب الحب
مثل طيورها
وغدوت زهرا
في ربا بستان
وجعلت من عطر الزمان
قلائدا
ونسجت بين قبابها إيماني
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق