27‏/01‏/2015

ماذا أصاب الوطن ؟!



ماذا أصاب الوطن ؟!



ما الذي اصاب بلادنا؟ ، مصر تمر اليوم بمرحلة تاريخية ، ان هذه المرحلة جاءت بعد مرحلة سابقة اتسمت بالفشل أو الضعف في مجالات عديدة منها ما هو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي .
ولكن الحقيقة التي لا يوجد غيرها تعليل لما نحن فيه اليوم ، هي أن السبب الرئيسي في كل المصائب في بلادنا وفي العالم العربي والاسلامي اليوم ، هو الايدي الخفية الخائنة وللأسف هذه الخيانة تأتي  من ابناء بلادنا ، الذين يأكلون من طعامنا ويشربون من مائنا ويتحدثون بلغتنا بل انهم قد يصلون صلواتنا فيركعون كما نركع ويسجدون كما نسجد ويطلقون اللحي ويقصرون الاثواب ويدعون انهم من المسلمين .
هؤلاء الخونة الذين اشتراهم اعداء الوطن ، من خارج امتنا ليكونوا الايدي الخفية الأجيرة الحقيرة التي تحمل معاول هدم الوطن .
فأعداء الوطن المتربصون بنا منذ فجر التاريخ لم يتغلبوا علينا في مواجهة وانما اختاروا الطريق الأسهل وجعلوا جرح الوطن بخناجر ابنائه ، استقطبوا نفوس مريضة ضعيفة يحركونها بالمال لا تشعر نفوس لا تشعر بانتماء الى وطن أو عقيدة أو انسانية ، تتبع من يدفع اكثر، ان المصائب التي تحدث في بلادنا وتنزل على الوطن العربي الاسلامي كل يوم ، تمت على أيدي هؤلاء الخونة ، الذين يستقطبون الفاشلين والمهمشين ويستغلون حاجة الفقراء من ابناء الوطن ، فيغسلون ادمغتهم ثم يدفعوهم باسم الجهاد مخربين منتحرين واكبر همهم ضرب اقتصاد وامن بلادنا ، واشاعة الفوضى فيها .
ثم نرى انصاف المتعلمين ايضا الذين استقطبهم الاعلام الموجه الحاقد الفاجر الحقير ، ومنحهم الشهادات العليا ، فنجد ان غالبيتهم يحمل الدكتوراه ، ولو سألناه في اي تخصص فهو لا يدري ، ولكنها شهادة الدكتوراه ، هؤلاء الابواق المهيجين للمغفلين من ابناء الوطن لهم دور يوازي دور هؤلاء المضحوك عليهم ليفجروا ويخربوا ويقتلوا الابرياء .
فنجد الصحفي من هؤلاء  ليس هو الكاتب البارع المبدع المسئول عن كتاباته  ولاكن الصحفي من هؤلاء هو طويل اللسان الجريء الوقح الذي لا يشق له غبار في قلة الادب والتطاول ، هؤلاء الاعلامين لا يعرفون الا ثقافة الانحطاط ، وعلى هؤلاء ينطبق قول الشاعر :

ملآى السنابل تنحني بتواضع ... و الفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ

وفي هؤلاء يصدق حديث رسول الله صلى الله علية وسلم:
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ :  
( لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) سورة المائدة آية 105 ؟
قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقَالَ :
( بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ ، وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ )
***
لو لم تكن مصر العريقة
موطني
لغرست بين ترابها
وجداني
وسلكت درب الحب
مثل طيورها
وغدوت زهرا
في ربا بستان
وجعلت من عطر الزمان
قلائدا
ونسجت بين قبابها إيماني
***

ليست هناك تعليقات: