29‏/01‏/2015

هل تعلم أن مصر!



هل تعلم أن مصر!


ان ما تعانيه مصر اليوم من سوء الحظ هو ان الشباب لم يعيشوا فترة ريادة مصر للعالم العربي تلك الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير ينفق بسخاء وبلا امتنان ويقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر.
هل تعلم أن
جامعه القاهرة وحدها قد علمت أكثر من مليون طالب من الدول العربية ومعظمهم بدون أية رسوم دراسية ؟ بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين ؟
هل تعلم أن
مصر كانت تبعث مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة حتى لا تضمحل لغة القرآن لديهم, وذلك على حسابها ؟
هل تعلم أن
أول طريق مسفلت من جدة إلى مكة المكرمة كان هدية من مصر؟
وان حركات التحرر في العالم العربي كانت مصر هي صوتها وهي مستودعها وخزنتها وكما قادت حركات التحرير فأنها قدمت حركات التنوير في العالم العربي وفي افريقيا .
فقدمت مصر للعالم العربي الكثير في كل المجالات ، في الأدب والشعر والقصة وفي الصحافة والطباعة وفي الإعلام والمسرح.
وفي كل فن من الفنون والدراسات الحقوقية وكثير من تشريعات فقهاء القانون الدستوري
هل تعلم أن
مصر تألقت في الريادة القومية كما تألقت في الريادة الإسلامية ، فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لمصر شرف الريادة فيها ، وكان للأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي ، وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية ، أما على مستوى الحركة القومية العربية فقد كانت مصر أداتها ووقودها .
هل تعلم أن
الإرادة الحديدية التي كانت عند مصر بعد هزيمة 1967 والتي دفعتها الى اعادة بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد ، وفي ستة سنوات وبضعة أشهر فقط رغم نقص الموارد المالية نقلت الجيش المنكسر إلى اسود تصيح الله أكبر وتقتحم خط برليف الذي كان أكبر دفاعات عرفها التاريخ.
مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده والجيش الامريكي من خلفة ،
فكم من دولة في العالم مرت عليها ستة سنوات لم تزدها إلا اتكالاً ؟ وستة أخرى لم تزدها إلا خبالا.
هل تعلم أن
شعب مصر يتميز بقوة التحمل والصبر أمام المكاره والشدائد ، لكنه اذا انتفض فانه يكون طوفانا يدمر اعداءه ويسحقهم ولا يعود الا منتصرا وأنه شعب لا يقبل الاستغلال والأذى.
ان مصر تمرض ولكنها لا تموت ، فإن اعتلت ومرضت اعتل معها العالم العربي ، وان صحت واستيقظت صحى واستيقظ معها العالم العربي .
لله درك يا مصر الإسلام
لله درك يا مصر العروبة
إن ما تشاهدونه من حال العالم العربي اليوم هو ما لم نتمنه لكم وأن كان هو قدرنا
فانه اقل من مقدارنا واقل من مقدراتنا.
أيها الشباب ، أعيدوا تقييم مصر ، ثم أعيدوا بث الإرادة في أنفسكم ، فالحياة أعظم من أن تنقضي بلا إرادة ، أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم .
هل تعلم أن
توفيق جلال كان رئيس تحرير جريدة الجهاد المصرية , ومحمد توفيق نسيم باشا كان رئيس وزراء مصر سنة 1922 ، وحدثت مجاعة وأمراض أزهقت آلاف من الأرواح بأراضي الحجاز.
فكتب توفيق جلال في صدر صحيفته ، الى محمد توفيق نسيم باشا رئيس وزراء مصر ان ذاك ، كتب يقول: من توفيق الى توفيق ، ان في أرض رسول الله آلاف يموتون من الجوع وفى مصر نسيم !
فأصدر توفيق نسيم باشا أوامره فورا ، وعبرت المراكب تحمل آلاف الأطنان من الدقيق والمواد الغذائية  ، وآلاف من الجنيهات المصرية ، والتي كانت عملتها أعلى وأقوى من العملة البريطانية ، غير الصرة السنوية التي كانت تبعث بها مصر الى ارض الحجاز.
هل تعلم أن
مصر كانت تبعث بالعمال والمدرسين والأطباء والموظفين لمساعدة الأخوة بالكويت
بأجور مدفوعة من مصر.
هل تعلم أن
ليبيا كانت جزأ من وزارة الشؤن الاجتماعية المصرية ، كل هذا لم يكن منة من مصر لكن كان دعما وواجبا وطنيا لأشقائها العرب.
هل تعلم أن
مصر وقفت بكل امكانيتها المتواضعة وشعبها العظيم ، في وجه القوى الغاشمة فرنسا وبريطانيا العظمى أثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956
هل تعلم أن
مصر التي ساندت قضايا المظلومين في العالم شرقا وغربا ، فاحتضنت حركات النضال والتحرير من مشارق الارض الى مغاربها ، دون تمييز الى اللون او الدين او العرق
فكانت قبله الثوار والمناضلين من ربوع الكره الأرضية ، فاحتضنت باتريس لو مومبا وحركته ، وحزب المؤتمر الأفريقي ضد التمييز العنصري بقياده نيلسون مانديلا ، وروبرت مجابي وابطال وزعماء افريقيا ومناضليها ، وقدمت الدعم والمساندة  للثورة الجزائرية و الليبية ، واليمن والعراق وفلسطين ، واستقبلت على ارضها عظماء ثوار العالم فاستقبلت الثائر تشي جيفارا ، و فيدل كاسترو ، جواهر لال نهرو ، واحمد سوكارنو وذو الفقار على بوتو ومحمد اقبال ، و جوزيف بروز تيتو .
وها هي صورة الزعيم جمال عبدالناصر تتصدر صور زعماء افريقيا في بهو قاعة القمة الافريقية لتذكر العالم بدور مصر الرائد والتاريخي في تحرر إفريقيا من الاستعمار وانتصارها في معركة الاستقلال .
وتتصدر صورة الزعيم جمال عبد الناصر صور الزعماء التاريخيين لمنظمة الوحدة الإفريقية وتحيط بها صور موديبو كيتا رئيس جمهورية مالي ، والإمبراطور هيلا سـِلاسي زعيم إثيوبيا ، والرئيس الشاعر ليوبولد سيدار سنغور  رئيس السنغال، والرئيس أحمدو أهيجو رئيس الكاميرون، والسياسي والدبلوماسي الغيني بوبكر جالو تيلي ، أول أمين عام لمنظمة الوحدة الإفريقية لدورتين من 1963م إلى 1972م. الرئيس الغاني د.كوامي نكروما و صورة المناضل الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا .
هذه هي مصر التي أعطت بسخاء من غير من ولا أذى.
هذه هي مصر التي جمعت شمل العرب والامم.
هذه هي مصر التي ترحب بكل قادم الى ارضها.
هذه هي مصر التي يعيش على ارضها كل العرب.
هذه هي مصر قبلة الوافدين ووطن اللاجئين اليها.
هذه هي مصر أم الدنيا وكنانة الله في ارضه.
هذه هي مصر الصابرة الأمنه المؤمنة المحتسبة ، ونقول للسفاء الحقراء الذين يتطاولون على مصر وعلى شعبها :
هذه هي مصر العظيمة فمن أنتم ؟ 
هذا ما قدمته مصر للعرب والعالم فماذا قدمتم ؟
مصـــــــــر
مصر بلاد الشمس وضحاها
مصر غيطان النور
مصر قيامة الروح العظيمة
مصر انتفاض العشق
مصر مراسي الحلم
مصر العِلم والدين الصحيح
مصر العامل البسيط
مصر الفلاح الفصيح
مصر جنة البسطاء
مصر القاهرة القائدة الواعدة
مصر الساجدة الشاكرة الحامدة
مصر العارفة الكاشفة العابدة
مصر العالمة الدارسة الشاهدة
مصر سيمفونية الجرس والأذان
مصر كنانة الرحمن
مصر أرض الدفء والحنان
مصر معشوقة الأنبياء
مصر معشوقة الشعراء والرسامين
مصر قلب العروبة النابض
مصر دليل الإنسانية ومهدها

ليست هناك تعليقات: