04‏/02‏/2015

انتكاس الفطرة



انتكاس الفطرة




قال تعالى في سورة الروم : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 30 ) منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ( 31 ) من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) ( 32 )
شاهدنا في وسائل الاعلام التي طالما روجت للعنف والتدمير والقتل والفجور وتشتيت عقول الناس ، شاهدنا إعدام الشهيد الطيار الاردني  ( معاذ الكساسبه ) حرقا بلا رحمة أو انسانية ، وقد التف حوله المجرمون من الارهابيين فيمن يسمون انفسهم اسلاميين ، ألتفوا حوله في تشفي  وهم يكبرون ، ولا ادري لأي اله يكبرون ؟
ويقومون بتصوير هذا المنظر البشع ، لهذا الطيار الشاب الشهيد الصريع بتلك الوحشية الدموية ويشاركون في التمثيل بجثته في سعادة وفرح سادي مريض حقير .
ان ما حدث لهذا الشاب الطيار الشهيد ، يعتبر ملحمة من الملاحم التي سترويها الاجيال ، ملحمة ذكرها القران الكريم من قبل في سورة البروج : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ )
انها جريمة في حق الانسانية كلها ، ثم نشاهد هذا التواطؤ من الجماعات المتطرفة في العراق و في سوريا و في سيناء و في ليبيا و في اليمن و في غزه و في كل بقعة من بقاع العالم انتشروا فيها ، تواطؤ علي هذه الوحشية وإجماع علي القسوة ، فلم يمتعض وجه أحد من هؤلاء ، لهذا التنكيل وهذه الوحشية ، ولم يتأفف أو يستنكر واحد منهم لما حدث.
ان ما يفعلونه هو التمثيل بالجثث أو تقطيع أوصال الموتى. بالرغم من وجود شهود من النساء والأطفال لكل وقائعهم البغيضة اللا انسانية.
ماذا حدث لفطرة الإنسان في العالم وفي أمتنا العربية؟ ، ونحن أتباع نبي الرحمة والذي كان يوصي أصحابه إذا ذبحوا فليحسنوا الذبح وكان صلي الله عليه وسلم ينهي عن شحذ السكين أمام الحيوان الأعجم قبل ذبحه ونهي عن التمثيل بجثث المشركين من قتلي بدر .
إن هذه الدموية والسادية وحدة الطباع في التعامل بين الناس ، وجلافة العلاقات مع الآخرين  ، والتلذذ بتعذيب الضحايا بهذا الشكل المرضي  البغيض اللا انساني ، من قتل وحرق وتدمير وتفجير وتنكيل ، انها روح عدائية غريبة على الانسانية ، واصبحت تسري في كل المجتمعات وخاصة مجتمعات دول الشرق الاوسط التي تعيش حالة اللا وعي .
ان الناس خلال السنوات العجاف البغيضة القليلة الماضية ، الناس في بلاد الشرق الاوسط الكئيب الذي اصبح بغيضا ومكروها ، يبحثون عن مصيبة كل يوم ، فلا يمر يوم دون مصائب وانتكاسات للفطرة التي فطر الله الناس عليها .

ليست هناك تعليقات: